المجموعة: تكنلوجيا وعلوم
نشر بتاريخ الجمعة, 18 نيسان/أبريل 2014 08:40
كتب بواسطة: كاظم الرويمي
الزيارات: 13783

قدم الباحث العراقي نوري حسين النوري بحثا عن اختراع جهاز رادار لا يمكن للطائرات أن تكشف موقعه، وسط تصفيق العشرات من الحاضرين على قاعة شارك بأحد مؤتمراتها الرئيس الأميركي باراك اوباما في مدينة لاهاي،  الهولندية في بحث قد يحقق طفرة نوعية في الحروب بجهود شخصية من دون أي دعم حكومي، فيما دعا تدريسي في الجامعة التكنلوجية اشترك في إعداد البحث وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العراقي إلى الاستفادة من الاختراع الجديد.

 وقال الباحث ، نوري حسين النوري ، على هامش عقد المؤتمر الأوربي للهوائيات وانتشار الموجة الراديوية (EUCAP) الذي عقد لمدة خمسة ايام من (7 الى 11 نيسان 2014) في مقر المنتدى العالمي الذي أقيم فيه اجتماع رؤساء الدول لمناقشة الطاقة النووية قبل عدة أشهر، انه شارك "في المؤتمر عن طريق التقديم من خلال الموقع الالكتروني للمؤتمر وبجهود فردية ولا يوجد اي دعم من قبل المؤسسات الحكومية".

 واضاف النوري أن "بحثي يعتبر اول اطروحة عراقية في المؤتمر خلال العامين 2013، و2014"، مشيرا إلى أنه "شارك في المؤتمر الحالي بثلاثة بحوث أبرزها وأهمها البحث الذي قدمته عن (طريقة جديدة باستخدام الهوائيات الذكية لبناء جهاز يكشف ثلاث متغيرات ولا يمكن اكتشافه) ويركز البحث الذي طرحته على إيجاد موقع الطائرات وذلك عن طريق تحديد زاوية الارتفاع وزاوية العرض والمسافة التي تبعد عن الرادار، وبما انه رادار خامل لا يمكن اكتشافه فبذلك يمكن استخدامه للأغراض العسكرية".

 وتابع النوري أن "الطائرة لا تستطيع تعقب مكان الرادار وقصفه كما هو حاصل مع المفهوم السائد للرادار الذي يبث إشارة ويستلمها من ثم يحدد موقع الهدف ويتعرف عليه ويدمره، أما بالنموذج المقترح في بحثي هو بناء رادار خامل لا يقوم بإرسال اي إشارة يعتمد على الإشارات الراديوية التي تبثها الطائرات وهي تطير وبالتالي، نستطيع وعن طريق جهاز واحد تحديد مكان الطائرة وبسرية كاملة وفي نفس الوقت ممكن التنصت على ما يتم إرسالها من قبل الهدف".

 وعن تطبيق البحث عمليا وضح النوري، أنه "اعتمد احد الطرق المشهورة والمستخدمة حاليا لمقارنة النتائج عن طريق احد البرامج الهندسية وتطبيق المحاكاة الحاسوبية لاستكشاف قابلية النموذج في كشف الأهداف، وذلك عن طريق مقارنته بالطرق التي تستخدم حالياً كما ويتم فرض عده سيناريوهات وذلك للتأكد من مطابقته لجميع الظروف"، مؤكدا أن "المحاكاة الحاسوبية نجحت وأثبتت ان الرادار يعمل بصورة جيدة جدا في حال تصنيعه".

 وأضاف الباحث نوري حسين، أن "تم تطبيق البحث على ارض الواقع سيمنح القوة الجوية امكانية إنتاج رادار غير قابل للاكتشاف من قبل الأهداف الطائرة كما وانه يقلل التكاليف التي تصرف على الرادارات بشكلها التقليدي وذلك لأنه يقوم بعمل ثلاث أجهزة في جهاز واحد، يكتشف مكان الهدف الطائر ويستطيع التصنت على الهدف ولايمكن اكتشافه".

 وعن مشاركته العام الماضي أكد نوري انه "حصل على جائزة احسن باحث في المؤتمر خلال العام الماضي والذي عقد في السويد عن بحث (استخادم الهوائيات الذكية في ايجاد اتجاه الإشارة الراديوية وكمية الطاقة المحملة في الإشارة الراديوية)، ولكون الفكرة التي تم طرحها في هذا البحث رصينة وجديدة لم يتم مناقشتها من قبل، حيث طرح البحث فكرة مزج ثلاث أجهزة كما هو مستخدم حاليا في جهاز واحد وذلك الجهاز يستخدم في الحروب الالكترونية وخصوصا أثناء الحروب لإيجاد، اتجاه الإشارة الراديوية التي يبثها العدو، وتحديد المسافة التي تبث منها الإشارة، وإمكانية التصنت على ما يتم إرساله.

 واكد النوري، انه "تلقى عروضا من أكثر من جهة لاستثمار البحث لكن الذي أتمناه ان يستثمر العراق هذا البحث خصوصا ان المؤسسة العسكرية العراقية بحاجة الى اجهزة رادار حديثة لتطوير قدرتها".

 وعن طموحه تحدث حسين النوري، أن "طموحي بشكل أساسي إكمال دراسة الدكتوراه وفي حال وجدت الاهتمام والدعم من الجهات المعنية فلدي الكثير من الأفكار والبحوث عن أجهزة حديثة بأنظمة متطورة ممكن إعدادها في المستقبل مثل بحوث تدعم سرية الاتصالات وعدم اختراقها، وبحوث عن تحصين منظومة الاتصالات الأمنية.

 من جانبه قال التدريسي في الجامعة التكنلوجية الدكتور باسم سعيد المشارك في مشروع البحث في حديث الى (المدى برس)، إن "البحث هو إعلان للمكتبة العلمية وللجامعات العراقية كونه مؤتمر دولي وعالمي وينضم بإشراف الاتحاد الأوروبي فله قيمه علميه عاليه في العالم تشترك به جميع الشركات المصنعة في أوروبا ودول جنوب شرق آسيا وفي الدول الاسكندينافية فكنا مصرين على المشاركة كون لدينا الإمكانية العلمية".

 وأضاف سعيد أن "العراق يتحدث بنفس اللغة التي تتحدث بها الدول المتقدمة"، مبينا أن "البحوث التي قدمت ذات طابع متميز عن بقية البحوث كونها قائمة على أسس عملية سهلة التطبيق، وان تقديم ثلاثة بحوث الى المؤتمر حدث غير طبيعي حتى للباحثين الأوربيين".

 وتابع سعيد، ان "خبرتنا في العمل في العراق نتيجة دخول العراق في صراعات عديدة أصبحت لدينا معرفة أضفناها في هذه البحوث"، لافتا إلى أن "الجهات التي ممكن ان تستفاد من البحوث هي ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات لان البحوث تقوم على أساس نظام تحديد الإحداثيات لأجهزة الاتصالات الغير معلومة المكان، وأنظمة معالجة تأثير التشويش على منظومة الاتصالات".

 واوضح التدريسي في الجامعة التكنلوجية، أن "مؤسسات الجامعات دعمها لا يتناسب وجهود الباحثين، وان مجالس الجامعات لا تعمل بتوجيهات وزارة التعليم العالي التي أصدرت تعليمات بدعم الباحثين".

 ونوري حسين نوري هو باحث عراقي من مواليد 1987 حصل على ىشهادة البكلوريوس في هندسة الالكترونيك والاتصالات من جامعة بغداد عام 2009، وناقش رسالة الماجستير في 2012 في نفس الجامعة، وعمل نوري تدريسيا في كلية المنصور الجامعة، وكان من ضمن الفريق الذي مثل العراق في الاجتماع العالمي للاتصالات الراديوية الذي انعقد في جنيف عام 2012.

 ويعرض المؤتمر احدث البحوث المختصة في الهوائيات وانتشار الموجة والتي بدورها تمثل أهم جزء من أجزاء أجهزة الاتصالات والمشاركين في المؤتمر اغلبهم باحثين في جامعات عريقة وشركات عملاقة، فيما يعد نوري الباحث الوحيد الذي يشارك بمجهوده الفردية،من بينه 64 دولة.

 يشار إلى ان المؤتمر الأوربي للهوائيات وانتشار الموجة الراديوية (EUCAP) هو من اهم المؤتمرات العالمية ينضم من قبل الجمعية الأوربية للهوائيات وانتشار الموجة الراديوية عقد للمرة الأولى عام 2006، في فرنسا ويعقد كل سنة في إحدى الدول الأوربية وهدفه عرض احدث البحوث المختصة في الهوائيات وانتشار الموجة والتي بدورها تمثل أهم جزء من أجزاء أجهزة الاتصالات، ويشارك المؤتمر باحثين من جامعات عريقة وشركات عملاقة عن طريق تقديمهم البحوث الى اللجنة المنظمة التي بدورها تقرر المشاركة من عدمها، واغلب البحوث المقدمة تترجم عمليا على ارض الواقع من قبل المؤسسات العسكرية ومؤسسات الاتصالات في الدول المتقدمة