المجموعة: تقارير محلية
نشر بتاريخ الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 10:15
كتب بواسطة: كاظم الرويمي
الزيارات: 2023

 

أسرار رتل الفلوجة الأرهابي . الحلقة الاولى



محمد الوادي
عند أنطلاق معركة تحرير الرمادي تدخلت أحدى السفارات لسحب ثلاث ضباط من جبهات القتال وكان بعض المطلعين يعتقدون أن ذلك حدث حفاظآ على سلامتهم فحسب لكن الواقع كان أكبر من مجرد سلامتهم .
وقد يذكر البعض كنت أردد بقوة ماذا ( تفعل في حديثة وعانة والشرقاط وخاصرة بغداد مكشوفة أمام الفلوجة ) لم يكن الأمر بهذه السهولة على صاحب القرار فلقد تم حجز حتى عتاد أهم فرقة قتالية عراقية في مخازن دولة أخرى كنوع من الضغط خاصة وأن عتادها من النوع الخاص مقابل عدم التحرش بالفلوجة ، وأذكر أن أحد قادة الفرقة المعنية أشتكى لي من قلة وحجز عتاد جنوده فأجبته أنتظر بحدود الشهرين !
العمود الفقري للارهاب السعودي الداعشي كان مرسوم دوليآ حوالي ثلاثة الألف كيلو متر هي المسافة بين بيجي العراقية والرقة السورية . لكن بطولات وأندفاعات الحشد الشعبي شكلت صدمة غير متوقعة لدوائر القرار الدولي فبات هذا الخط في خطر كبير لذلك صدرت الأوامر لترك الفلوجة وسحب أكبر قوة من الرمادي والتحشيد في الموصل أولآ لترك بغداد في حالة من الأنفتاح الأستراتيجي الميداني الخطير يصل لحدود مدينة الكرمة وأيضاً لسحب الامور من الحشد في قاطع بيجي - الموصل بذات الوقت تم تشكيل قوة كردية سورية مطعمة ببعض العرب على عجل تحت أسم (قوات سوريا الديمقراطية) والتي انطلقت بدعم الجنود الامريكان نحو الرقة فأصبح طرفي العمود الفقري الأرهابي الموصل - الرقة بيد الدولة العظمى !!
برز في هذه الفترة ألحاح أردني كبير لفتح المنافذ الحدودية مع العراق أمام التبادل التجاري وأستمرار تدفق النفط العراقي المجاني نتيجة أرتفاع الدين العام الأردني الى أكثر من ٣٢ مليار دولار وزيادة أسعار المواد الغذائية والوقود مع أرتفاع التذمر الشعبي وعجز السعودية عن سد هذا العجز المالي الأردني الخطير مما بدأ يشكل خطر وجودي على النظام الأردني مع التلويح بغلق أبواب الأرهاب الاردني الى درعا السورية في حالة عدم التجاوب مع هذا الطلب الذي قاده شخصيآ الملك عبد الله . لذلك أرسل ملك السعودية أبنه ولي ولي العهد محمد ابن سلمان من مصر الى الأردن رغم أنه كان يرافقه في زيارة خطيرة الى مصر حول تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير !! وصل الى العقبة بزيارة مفاجاءة وسريعة كان عنوانها تقديم ملياري دولار الى الاردن للتراجع عن مطلبه بتحرير الفلوجة والرمادي لكن الملك الاردني رفض هذا العرض الذي لايعادل شيء يذكر أمام تدفق شاحنات البضائع الاردنية للعراق وايضاً تدفق النفط العراقي المجاني الى الاردن ! بذات الوقت تعرضت صورة الحكم بالعراق الى أهتزازات خطيرة وصلت ذروتها بوصول المتظاهرين لمكتب رئيس الوزراء ..
لذلك طرحت عدة خيارات أمام صاحب القرار الدولي من بينها .. أستخدام الضباط الثلاثة الذين سحبوا من الرمادي لتأسيس مجلس أنقاذ عسكري ( أنقلاب ناعم ) أو أكمال تحرير الرمادي والتوجه فورآ للفلوجة لأرضاء ملك الاردن والحفاظ على حكمه وبوابة درعا الأرهابية وأيضا لتغطية الاهتزاز الشعبي الكبير الذي حدث في مكتب رئيس الوزراء العراقي ودخول المتظاهرين اليه .. فكان القرار للسيد أوباما بتحرير الرمادي والفلوجة فورآ ، لذلك تحركت القوات نحو الفلوجة ولم يكن التحشيد المسبق بالموصل خدعة حرب كما صور البعض !!.
 
كيف عرف السيد المرجع الاعلى وما دوره الحاسم في دعم قرار قواتنا وحشدنا لتنفيذ عملية ضرب الرتل الارهابي .. وكيف تشكل وتحرك الرتل الأرهابي !؟ ومالذي حدث في تلك الليلة ؟
 


أسرار رتل الفلوجة الأرهابي . الحلقة الثانية

بقلم :  محمد الوادي 
صدر القرار الدولي بتحرير الفلوجة وتم أبلاغ الاردن ودول الخليج وكذلك ( العراق ) !!
أتصل بي القائد المعني يبشرني بوصول العتاد بل وأسلحة جديدة أيضاً وصدور الأوامر بترك الموصل والتوجه لتحرير الفلوجة ،، وسألني بنهاية المكالمة كيف عرفت بعد شهرين سيصلنا عتادنا .. أجبته مجرد صدفة .فضحك بفرح ووطنية فذة لتوفر عتاد جنوده وشاركته الضحك من جانبي على ضيم العراق المدبر المخطط !.
تقدمت السعودية وقطر وتبعهما الأردن بقوائم طويلة تحتوي أسماء تشكيلات أرهابية ليتم أستثنائها من القصف والقتال وتوفير ملاذ أمن لها للأنسحاب وكذلك شخصيات سنية معروفة قدمت قوائم خاصة بها و تمت الموافقة. لذلك برز وتردد بالاعلام العربي والدولي وحتى العراقي خبر مدسوس مفاده ( أن عدد الارهابيين بالفلوجة لايتجاوز 1700 أرهابي !!) كانت هذه بداية التغطية لهذا الاتفاق والخطوة الأخرى أبعاد الحشد عن بعض المحاور المباشرة وتم إلحاقها بخطوة أخطر وفي ذروة معركة الفلوجة من خلال سحب بعض القوات العسكرية ونقلها الى قاطعي مكحول والموصل لفتح ثغرات للرتل الذي بدأ يتجمع على الاطراف الشرقية للفلوجة بحماية وتوجيه بعض الأطراف الدولية .
أرادوا حرف أنتباه الرآي العام و أنهاء معركة الفلوجة أعلاميآ وشعبيآ قبل أن تنتهي على الأرض لذلك ذهب رئيس الوزراء لرفع العلم العراقي وودع وزير الدفاع الفرقة المدرعة التاسعة الى الموصل امام عدسات المصورين بل وأعلن ثاني يوم مباشرة عن أنطلاق معركة الشرقاط وقد تصديت له أنا شخصيآ لخطوته المشبوهة هذه ،، لكن أفعى الرتل الأرهابي كانت ضخمة وكبيرة جدآ وأكبر من أن يتم أخفائها والتستر عليها ، لذلك بدأت التقارير العاجلة تصل لغرفة العمليات من جهاز مكافحة الارهاب والجيش والشرطة الاتحادية والحشد عن وجود قوات أرهابية كبيرة تتنقل في فراغات أمنة كان الجواب يأتي بشكل عملي حيث يتم نقل أي قوة تخبر عن هذا الرتل الى مكحول أو الموصل وهذا ماحدث حتى مع بعض تشكيلات شجعان جهاز مكافحة الارهاب وغيرهم من قواتنا البطلة !! صرخ السيد هادي العامري معترضآ عن هذا النقل الخطير للقوات من قاطع الفلوجة رغم أن المعركة لم تنتهي بعد !! ولم يكن يعلم حينها بموضوع الرتل المخفي ومع ذلك صراخه لم تجد لها صدى في بغداد ، لأن القرار كان في مكان أخر !! توزع سياسي الدم العراقي الى السعودية وقطر وغيرها للتسابق بعرض خدماتهم الدنيئة حول سلامة الرتل الأفعى ولأستلام ثمن ذلك !!
لكن أحدى طائرات أستطلاع الحشد رصدت هذا الأفعى الكبير يتحرك بحرية وبأتجاهات خطيرة ممكن أن تلامس كربلاء المقدسة ( لم يكن هدفهم كربلاء بل الإفلات بطرق ألتفافية أمنة نحو الموصل ) تم أخبار القوة الجوية وطيران الجيش ،، بالبدء تثاقل أحد القادة لكن برز للموقف الحاسم رجال شجعان من داخل غرفة العمليات الجوية وأصدروا أوامر دون الرجوع للقيادات العليا وتم القصف والاستهداف المباشر ، أمام هذه الصدمة رفضت القوات الجوية الامريكية المشاركة تحت مبرر هذه ( عوائل نازحة ) لكن بعد مباشرة أبطال قوتنا الجوية وطيران الجيش بتدمير الأفعى وبظروف طيران ليلية صعبة أشترك الطيران الامريكي ووجه ضربات ساحقة ليتم محو هذه الصفحة تماما !
تسرب بعض من هذا الرتل نحو كربلاء بين مهزوم منكسر ومحاولة أنتقامية أنتحارية يائسة نحو كربلاء فتصدت عمليات الفرات الأوسط في عملية أستباقية تجاوزت فيها حتى حدودها العملياتيه الجغرافية ودخلت وسط الصحراء للقضاء على ماتبقى من الرتل الارهابي .
فيما شكل الحشد الشعبي ساترين بالصحراء للصد عن كربلاء الحسين كان بالمقدمة حزب الله والعصائب وبدر. وفيما كانت الاتصالات جارية بقوة بين قادة الحشد الشعبي وايضاً في غرف العمليات الجوية والعسكرية لقوات الجيش والشرطة .. وصل تلفون من خارج العراق لسياسي شيعي كان في زيارة لبلد عربي حينها( حرجتونا أمام الاخوة أصحاب السمو والأمراء ماهو تأثير هذا الرتل لو تركتوه يمر بسلام وحقنتم دماء الأبرياء !! )
وحدث أيضآ بعد أن تردد الشخص المعني وهو ينتظر الأوامر ولم يقم بواجبه الدستوري والوطني والأنساني في ضرب هذا الرتل الارهابي أتصل أحد أهم قادة الحشد بالمرجع الأعلى طالبآ الكلام المباشر معه رغم تأخر الوقت وبعد أن شرح خطورة الموقف والفرصة النادرة لكسر الأرهاب سمع هذه الكلمات ( هذه الليلة نصركم كبير الله ونبيه ناصركم و الامام علي معكم ) بعدها بحدود أربعين دقيقة بدأ قصف الرتل والأحاطة به من كل الجهات .
صباح اليوم الأخر خرج البطل قائد طيران الجيش يزف التهاني للشعب العراقي بهذا النصر العظيم فخرج بعده بليلة واحدة رئيس الوزراء بلقاء فطور أعلامي ( مرتب ) لينفد هذا الخبر بشكل لايخلو من خفة الدم الشخصية المعهودة عند الدكتور العبادي !! رد عليه وزير دفاعه ثاني يوم بزيارة القواعد الجوية المشاركة وكشف وجوه الطيارين الأبطال !!
أمام هذا ألكم الهائل من التناقض الرسمي العلني الصارخ والضيم العراقي المستمر وردة الفعل الشعبية الكبيرة .. كان لابد للارهاب ومحركيه من قتل أكثر من 200 شاب وطفل عراقي في منطقة الكرادة وسط بغداد للتغطية على فضيحة الرتل الأفعى لينشغل العراقيين بعدها بكارثتهم الكرادية الدموية ولينسوا موضوع الرتل وهذا ماحدث بالضبط