كشفت صحيفة أميركية، اليوم الأربعاء، عن قضية تجهيز العراق بطائرات الاباتشي، ستكون على رأس أجندة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال زيارته لواشنطن نهاية الاسبوع الحالي، وفي حين بينت أن الإدارة الأميركية تسعى حالياً لتهدئة "مخاوف" الكونغرس بشأن الصفقة، أكدت أن مسؤوليها يساندون تجهز العراق بقدرات تمكنه من "محاربة الإرهاب داخل حدوده فقط كمصلحة مشتركة للبلدين"، لاسيما أن بغداد تستطيع شراء طائرات مماثلة من روسيا "لن يكون لهم رقابة عليها".

جاء ذلك في متابعة نشرتها صحيفة ديلي بيست THE DAILY BEAST الأميركية، اليوم،  لزيارة وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، إلى واشنطن غداً الخميس،(الـ15 من آب 2013 الحالي)، واطلعت عليها (المدى برس).

وقالت الديلي بيست، إن من بين "أهم الطلبات التي سيحملها زيباري خلال زيارته لواشنطن هذا الاسبوع، هو الطلب من البيت الأبيض تذليل اعتراضات الكونغرس على بيع العراق طائرات اباتشي المتطورة التي يقول العراقيون إنهم يحتاجونها لمحاربة الإرهابيين ضمن حدودهم".

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن "زيارة زيباري التي سيلتقي فيها بوزير الخارجية جون كيري، تأتي بعد أسابيع فقط من الهجوم الجريء والناجح الذي نفذه مسلحون على سجن أبي غريب وأدى إلى تحرير أكثر من 500 سجين من المسلحين المتطرفين".

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، قالت في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء،(الـ13 من آب 2013 الحالي)، إن وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، سيزور العاصمة واشنطن خلال الأيام المقبلة، مبينة أنه سيلتقي وزير الخارجية جون كيري، الخميس المقبل، في إطار لجنة التنسيق السياسية والدبلوماسية المشتركة بين البلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجية بينهما.

وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية، أفاد في(الـ21 من تموز 2013)، بأن عدة قذائف هاون سقطت على سجن أبو غريب غربي بغداد، (مساء ذلك اليوم)، أعقبها اندلاع اشتباكات بين قوة خاصة جاءت للسجن بعد سقوط القذائف ومسلحين هاجموها أثناء اقترابها من مبنى السجن، كما سقط عدد من قذائف الهاون قرب سجن التاجي (الحوت) أعقبها انفجار عدة عبوات ناسفة على الطريق المؤدي إلى السجن"، مبينا أن "مسلحين مجهولين هاجموا بعد ذلك عناصر حماية السجن مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

في حين كشف مصدر أمني مطلع في (الـ22 من تموز 2013)، بأن عدد النزلاء الهاربين من سجن أبو غريب عقب الهجوم عليه، بلغ أكثر من 600 هارب، وتوقع المصدر ارتفاع الهجمات المسلحة خلال المدة المقبلة لأن الهاربين "من اخطر الإرهابيين"، لفت إلى أن عددا كبير من الضحايا سقطوا من الجانبين.

وذكرت صحيفة الديلي بيست، أن "الحكومة الأميركة كانت قد أعلمت الكونغرس خلال الاسابيع الأخيرة عن نيتها ببيع معدات عسكرية للعراق بقيمة 4.7 مليارات دولار، لكنها لن تتضمن أهم ما يرغب العراق بشرائه ألا وهو طائرات الاباتشي من طراز AH-64"، مشيرة إلى أن "لجنة البيت الأبيض للشؤون الخارجية ونظيرتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ  قد رفضتا السماح ببيع طائرات الاباتشي هذه لحد الآن".

ونقلت الصحيفة الأميركية، عن المتحدث باسم لجنة البيت الأبيض للشؤون الخارجية، قوله إن "اللجنة ما تزال تراجع بروية مبيعات الأسلحة المقترحة للعراق لضمان أنها تسهم في إسناد المصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة في المنطقة"، كما نقلت عن اثنين من المسؤولين في الإدارة الأميركية، قولهم إن "حكومة الولايات المتحدة لن تتمكن من انجاز صفقة مبيعات الأسلحة ما لم توقع لجان الكونغرس بالمصادقة عليها".

وأوضحت الديلي بيست، أن "الخارجية الأميركية تتفاوض حالياً مع قادة تلك اللجان من وراء الكواليس لتهدئة مخاوفها من هذه الصفقة"، لافتة إلى أن "قادة تلك اللجان يتخوفون من قيام الحكومة العراقية باستخدام طائرات الاباتشي لملاحقة أعدائها الداخليين وليس الإرهابيين المشتبه بهم فقط".

وتابعت الصحيفة، أن "أعضاء البرلمان الأميركي مقتنعين أيضا أن العراق ما يزال يسمح لإيران بتمرير أسلحة عبر مجاله الجوي لمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

لكن الصحيفة أكدت أن "مسؤولي الإدارة الأميركية، يرون أن على الولايات المتحدة أن تجهز العراق بقدرات يستطيع بموجبها محاربة الإرهاب داخل حدوده فقط"، مستطردة أنهم "يعدون أن ذلك يصب في مصلحة البلدين".

وأوردت الديلي بيست، على لسان أحد المسؤولين الأميركيين، أن "العراقيين بأشد الحاجة لطائرات سمتية مدرعة لاستخدامها في معالجة ما يواجهونه من تهديدات"، مسترسلاُ أن "الإدارة الأميركية الآن بطور التعامل مع الكونغرس لشرح وتوضيح الضرورة الاستراتيجية لهذه الصفقة، والقيمة بعيدة المدى لها في تعزيز علاقتنا مع العراق وكذلك للإجابة على اسئلتهم بخصوص الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام تلك الطائرات".

وأضاف المسؤول، بحسب الصحيفة، أن "العراقيين يريدون شراء طائرات الاباتشي منا لكنهم يستطيعون أيضا شراء طائرات روسية مماثلة لن يكون لنا أي مراقبة عليها".

ورأت صحيفة الديلي بيست، أن "قضية طائرات الاباتشي ترتبط بالمناقشات الثنائية الجديدة بشأن كيفية قيام الولايات المتحدة بمساعدة العراق في تعزيز قدراته لمكافحة الإرهاب في أعقاب حادث هروب السجناء من أبي غريب، وعمليات الإرهابيين الناجحة الأخرى في العراق خلال سنة 2013 الحالية".

وبينت الصحيفة أن "مسؤولاً عراقياً رفيع المستوى، مطلع على المفاوضات بين البلدين، كشف لها عن قيام مستشار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، للأمن الوطني فالح فياض، والمستشار السياسي طارق نجم، بترأس الجانب العراقي في المباحثات، في حين كان الجانب الأميركي برئاسة السفير روبرت بيكروفت، ونائب مساعد وزير الخارجية بريت ماكورك".

وأكد المسؤول العراقي، وفقاً للصحيفة، أن "الإدارة الأميركية سعت في محاولاتها خلال الاسابيع الأخيرة، إلى التعجيل بصفقة بيع طائرات الاباتشي"، وزاد أنها "بدأت بمناقشة احتمالية إرسال ضباط استخبارات إضافيين إلى العراق لمساعدة الأجهزة الأمنية في تعقب واستهداف الضرر المتزايد لتنظيم القاعدة في البلاد".

وخلص ذلك المسؤول، كما أوردت الصحيفة الأميركية، إلى أن "الولايات المتحدة لا يسعها أن تجلس وترى أمامها القاعدة تعيد نهوضها في العراق، وأنها بدأت بالنظر في الموضوع بجدية".

وأعلنت الحكومة الأميركية، أمس الثلاثاء، عن اتخاذها الاستعدادات اللازمة لبيع العراق أسلحة ومعدات عسكرية وقطع غيار تتجاوز قيمتها الأربعة مليارات دولار في بداية لصفقات أخرى أوسع، وفي حين بين خبراء أن تلك التجهيزات "تعزز الروابط" بين البلدين، وتشكل نوعاً من "الوقاية ضد أنواع متعددة من التهديدات الداخلية والخارجية للعراق"، وأن الجيش العراقي بدأ "مرحلة انتقالية لتولي مهمة الدفاع الخارجي عن البلد


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek