احتفل الصابئة المندائيون في العراق، السبت، بيوم التعميد الذهبي الذي يمثل في ديانتهم أقدس أيام السنة المندائية، إذ تجمع المئات منهم على ضفاف نهر دجلة ببغداد، بعد ان قدموا من مختلف محافظات العراق، لممارسة طقوس التعميد التي تبدأ مع شروق الشمس بالنزول في مياه النهر وتلاوة الصلوات الخاصة بالتعميد. ويقول الإشكنده هشام جاسم شهاب، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عيد دهفه ديمانه، هو عيد يوم التعميد الذهبي للصابئة المندائيين الذي يعتبر أقدس أيام التعميد للصابئة، والذي تعمد فيه نبينا يحي بن زكريا عليه السلام، وتعمد كذلك الأنبياء من قبله في مثل هذا اليوم".



ويضيف شهاب أن "هذا اليوم هو الوحيد الذي يتعمد فيه، الطفل والكبير والصغير، ويعد من المناسبات الدينية للصابئة المندائيين ولذلك يعتبر اليوم الذهبي للتعميد".

ولا يقتصر يوم التعميد الذهبي للصابئة المندائيين، على كونه مناسبة يؤدي فيها الصابئة طقوسهم الدينية، إنما يمثل هذا اليوم أيضا فرصة للقاء الأقارب والأصدقاء من أبناء الطائفة التي تربط أفرادها علاقات عائلية واجتماعية مميزة.

وترى مواطنة تدعى آمال، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "احتفال الصابئة المندائيين بهذا اليوم، مناسبة جميلة"، مضيفة "استمتعنا بلقاء الأحباب والأصدقاء والأقارب بهذه المناسبة الدينية الرائعة".

وتضيف آمال أن "المندائيين يحتفلون في هذا اليوم، ويأتون لهذا المكان الرائع حتى يلتقون فيما بينهم ويقومون بالطقوس الدينية الخاصة بهم".

فيما يقول المعمد الصابئي، عارف الزهيري، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنه "رغم الظروف الصعبة إلي يمر فيها العراق، نرى أن الحقوق الكاملة التي حصلنا عليها، تعد جزءا بسيطا من كامل حقوقنا".

ويضيف الزهيري أن "الصابئة المندائيين يطمحون إلى الأفضل والأفضل من اجل الحصول على حقوقهم الكاملة".

والصابئة المندائيون من سكان العراق القدماء، وترتبط أهم طقوسهم الدينية المصباتا (الصباغة)، بمياه الأنهار الموجودة بكثرة في جنوبي العراق.

وتشير كتبهم الدينية إلى أن بلدة "الطيب" الموجودة شمال مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان هي عاصمتهم الدينية، ويتبع المندائيون التعليمات الدينية الواردة في الـ"كنزا ربا" وهو الكتاب المقدس لديهم، ويعتبر يوم الأحد هو يومهم المقدس.

ويحتفل الصابئة المندائيون، سنويا بأربعة أعياد دينية رئيسة هي البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانه (يوم التعميد الذهبي) والدهفة ربه (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار) فضلا عن ثلاث مناسبات دينية أخرى لا تقل أهمية عن الأعياد الرئيسة هي مناسبات أبو الفل وأبو الهريس وشيشان عيد.

ويعتقد المندائيون أن عملية خلق وتكوين الأرض دامت سبعة أيام، ونهاية الخلق والتكوين قد تمت في اليوم السادس على السابع وفي ليلة يطلق عليها ليلة القدر (دهفة ادشو شيان ربا)، وفي هذه الليلة نزلت فيها الصحف الأولى (سيدرا اد ادم)، التي نظمت حياة البشرية وفق الاعتقاد المندائي وحل فيها السلام والبركة الإلهية على الأرض، ويقوم الصابئة بتعليق أكاليل من أغصان الغرب الشبيه بأغصان اليوكالبتوس في داخل الدار، إذ يقوم رجل الدين المندائي بعمل تلك الأكاليل وتهيئتها في ذلك اليوم تيمنا بازدهار الأرض وانبعاث الحياة وتفاؤلا بالخير والاخضرار.


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek