تستذكر الاوساط الرياضية اليوم الجمعة المصادف الـ 27 من شهر ايار 2011 الذكرة الثانية لرحيل شيخ المدربين العراقيين عمو بابا الذي توفي عن عمر ناهز الـ 75 سنة بعد معاناة مع مرض السكري ، وترك بابا ارثا كرويا ستتناقله الاجيال على مر العصور حيث امضى في رحاب كرة القدم اكثر من نصف قرن لاعبا ومدربا فابدع واجاد وسطر ملاحم خالدة لاتمحى من الذاكرة بسهولة .

 

وشيعت جماهير الكرة العراقية في العاصمة العراقية جثمان شيخ المدربين العراقيين عمو بابا عام 2009 بعد ان تم نقله على متن طائرة خاصة من مكان وفاته في مدينة دهوك شمالي العراق حيث كان يعالج هناك في مستشفى ازادي ، وجرى لشيخ المدربين عمو بابا تشيعا رسميا وشعبيا في ملعب الشعب الدولي ،واوصى عمو بابا قبل وفاته بان يدفن في ملعب الشعب الدولي حيث اسس هناك مدرسة كروية تحمل اسمه منذ عام 2001 وتم دفنه بجوار نصب ابطال اسيا في مدخل مجمع الشعب الدولي ،فيما تكفلت وزارة الشباب والرياضة باقامة قبر لشيخ المدربين سيفتتح قريبا . وقبل أن يدفن عمو بابا كانت عائلته قد طلبت من الحكومة العراقية متمثلة برئيس الوزراء نوري المالكي أن يوافق على تنفيذ وصيته المتمثلة بدفنه بالقرب من ملعب الشعب الدولي وفعلا حصلت موافقة رئيس الوزراء على تنفيذ وصية عمو بابا ودفن في المكان المخصص لنصب ابطال أسيا بالقرب من الشارع الرئيسي في تقاطع ملعب الشعب لدولي وأثناء عملية الدفن انبرى أحد الاطفال ممن يلعبون ضمن المدرسة الكروية لعمو بابا لوضع كرة قدم معه في القبر اضافة الى وردة وكان عموبابا يردد دائماً أتمنى أن اموت في العراق وتدفن معي كرة قدم في القبر وهذا ما حصل فعلاً فقد مات عموبابا بالعراق في محافظة دهوك ضمن أقليم كوردستان ودفن في العاصمة بغداد وبعد مرور عام واحد على وفاته بدأ العمل لبناء قبر عموبابا ليكون أحد الرموز الشاخصة في العراق والتي تدل على عمق العطاء والتواصل مع الكرة العراقية .

ولد شيخ المدربين في بغداد بتاريخ 1934 واسمه الكامل عمانوئيل بابا داود وعمانوئيل كلمة ارامية تعني ( الله معنا ) وناداه اقرانه الصغار بالمختصر ( عمو بابا ) واصبح فيما بعد اسم الشهرة واطلقه عليه المعلق الرياضي الكبير الراحل اسماعيل محمد اثناء تعليقه الاذاعي على المباراة التاريخية بين الجيشين العراقي والمصري في 30 كانون الثاني 1955 ، مارس العاب الساحة والميدان والسلة والسباحة والتنس الى جانب كرة القدم واكتشفه خبير الكرة اسماعيل محمد وضمه المنتخب العراق المدرسي المشارك بالدورة المدرسية العربية الثانية بالقاهرة عام 1951 ولعب شوطاً واحداً ضد مصر ثم انتقل من الحبانية الى بغداد وانضم الى فريق الحرس الملكي عام 1954 ومثل منتخب الجيش العراقي لاول مرة امام الفريق المصري عام 1955 .

وفي الموسم الرياضي 1958 ظهر في صفوف القوة الجوية ولعب كذلك لفرق المصلحة والكلية العسكرية والنادي الاشوري ويعد من اشهر لاعبي زمانه وهداف العراق الاول في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين وشكل ثنائياً متميزاً في الملاعب مع زميله ( يورا ) وهو هداف منتخب العراق للاعوام 1957 - 1959 - 1960 - 1963 وصاحب فكرة ومؤسس مدرسة كرة القدم للناشئين وتحمل اسم عمو بابا ومنح لقب مدرب ( القرن العشرين ) من قبل لجنة المحورين الرياضيين في نقابة الصحفيين العراقيين باستفتاء عام 2000 وتميز عمو بابا بانجازات كبيرة للكرة العرقية اذ فاز منتخب العراق تحت قيادته ثلاث مرات بكاس الخليج العربي اعوام 1979 و 1984 و 1988 واحرز الوسام الذهبي في الدورة الاسيوية في نيودلهي 1982 وبطولة العالم العسكرية في الكويت 1979 وقاد منتخب العراق الاولمبي مرتين في نهائيات الدورة الاولمبية لوس انجلوس 1984 وسيؤل 1988 بالاضافة الى كاس العرب في الاردن 1988 ، وقاد بعض الاندية العراقية الى بطولة الدوري والكاس منها الزوراء والطلبة والنادي الاشوري غير مرة ونادي الرشيد عندما احرز بطولة الاندية العربية كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والامارات العربية ، وقاد عمو بابا المنتخبات العراقية في 158 مباراة دولية .


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek