أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ارتياحا لوقوف المجتمع الدولي مع العراق في حربه على "داعش" والقاعدة، في عمليات الانبار، معتبرا ان العالم تفهّم المشكلة بشكل جيد لاسيما الاتحاد الاوربي مشيدا بحكمة الحكومة العراقية في رفع ساحة اعتصام طولها كيلومتران بلا قطرة دم واحدة.

وأبرز المالكي في حديث مع وكالة "رويترز" للأنباء، الاثنين "قرار الحكومة القاضي بعدم اقتحام الجيش للفلوجة مع تحريك العشائر وسط المدينة، لاسيما وان هناك تجاوب جيد من ابناء الفلوجة وعشائرها".

واعتبر المالكي، ان "ما حدث في الانبار ليس وليد الساعة، وكنا ندرك ماذا يجري في الانبار سيما في ظل ما يحدث في سوريا وما اعلن عنه ما يسمى دولة العراق والشام وعمليات التواصل بين المنظمات الارهابية والمخططات التي كانت تجري للسيطرة على الانبار والسيطرة على الشريط الحدودي العراقي-السوري لتكوين هذه الدولة الاسلامية في العراق والشام".

وكشف المالكي تفاصيل النجاحات الميدانية في الانبار، ومحاولات الجماعات الارهابية استثمار الاعتصامات بالقول " بعد أن كشفناهم وبدأنا نضرب مقراتهم ومعسكراتهم في الجزيرة (جزيرة الانبار والموصل) الممتدة 600 كيلومتر بيننا وبين سوريا ودمرنا كثيرا من معسكراتهم ورفعنا ساحة الاعتصام فقدوا معسكراتهم في الجزيرة وفقدوا غطاءهم في ساحة الاعتصام فظهروا الى الشارع".

واعتبر المالكي ان "التصدي لهؤلاء من قبل الحكومة و العشائر والمجتمع الدولي اصبح لزاما"، معتبرا "ما يجري حاليا هو تصد في اعلى درجات المشروعية والتعاون والالتفاف المحلي في الانبار لانها القاعدة بشكل صريح والمعروف عن القاعدة انها خطر ليس فقط على العراق وانما على العالم".

وأوضح المالكي "لما وصلنا الى مرحلة كشف الغطاء عن المطالب التي كانت تنادي باقامة دولة واسقاط النظام واسقاط العملية السياسية ثم حدوث قناعة عند ابناء الانبار والشعب العراقي جميعا، حينها اصبحت مسؤوليتنا أن نواجه هذا النمو الذي استفاد سنة كاملة من غطاء الاعتصامات فنمت مؤسسات وتشكيلات (تابعة للقاعدة) في كل القرى والاقضية والنواحي (ووصلت) اسلحة ثقيلة وتعاون بين القاعدة في العراق وسوريا اتعبتنا كثيرا".

وفي نفس الوقت، اوضح رئيس الوزراء العراقي، ان اسباب التريث في قتال "المسلحين " في الانبار، هو ان "هؤلاء دخلوا مدخلا فيه حساسية وهو (المظاهرات) وبعنوان (مطالب)".

وتابع المالكي القول "المراقب الحاذق كان يعلم أن هذه لم تكن مطالب واقعية. بعض الناس قطعا لديه مطالب عنده معتقل عنده مطالب بخدمات ولكن عندما كنا نستعرض المطالب كان الامر يبدو شيئا اخر حيث رفعت لافتة القاعدة في ساحة الاعتصام وكل الناس كانت تراها وخرجت قيادات القاعدة على منصة الاعتصام وقالوا نحن تنظيم اسمنا القاعدة نقطع الرؤوس ونقيم الاحكام هذا كان على المنصة".

وكشف المالكي عن اسباب اخرى للتريث الذي حصل في مواجهة الجماعات المسلحة، قائلا " لو كنا تصدينا لهم منذ البداية لما كان كل هذا الجهد والضحايا التي تقع الان لكن تحتم علينا ان نواجه القاعدة حينما اتضح صريحا انها القاعدة وليس غيرها. والحمد لله وقف أهل الانبار معنا.. العشائر وقفت مع الجيش والحكومة المحلية... الوحدة الوطنية تماسكت الا بعض من يريدون الدخول على خط المزايدات والتلاعب أو الذين يخافون أن يكون مصيرهم مصير القاعدة لانهم أيضا متورطون بقتل وعصابات وميليشيات".

وميّزَ المالكي الذي استطاع تحقيق شعبية والتفافا وطنيا بمحاربته القاعدة وحواضنها في الانبار، بين المطالب المشروعة لأهالي الانبار وبين الجماعات الارهابية التي تغلغلت في ساحات الاعتصام، قائلا أن "الحكومة المحلية في الانبار قالت إن القاعدة موجودة وقياداتها في هذه الساحات، و لم يكن لاهل الانبار شأن بهذا انما هذه كانت تخطيطات القاعدة والجهات المتطرفة المتحالفة معها في العراق".

لكنه اكد ان "الحكومة العراقية كانت تحتاج الى وقت وحكمة وصبر حتى نكشف هذا الغطاء وتظهر الحقيقة وانسحب الكثير من ابناء العشائر (من الساحات) وصار الحديث صريحا، واشار الى ان "الحكومة المحلية طلبت مساعدة الجيش والعشائر استنجدت بحكومة المركز وقالوا ان القاعدة تريد ان تقيم دولة وتأكد ذلك من خلال اعتراف احد مسؤولي القاعدة الذي اعتقل (قال) انكم لو صبرتم علينا ثلاثة اسابيع لاعلنا الدولة ولاعترفت بنا دولتان عربيتان".

وركز المالكي في حديثه على النجاح الى انهاء المظاهر المسلحة في ساحة الاعتصام في الرمادي وازالة المباني بدون اراقة قطرة، مؤكدا " نريد ان ننهي هذا الوجود بلا دماء. ولان اهل الفلوجة عانوا كثيرا في حربين في 2004 والان هم خائفون جدا. خائفون من اقتحام الجيش. أنا طمأنتهم وقلت لهم الجيش سوف لن يقتحم المدينة ولكن نطلب منكم انتم أن لا تسمحوا لهؤلاء أن يسيطروا على المدينة".

واوضح المالكي الخطوات المقبلة لإنهاء العمليات في المناطق الغربية، بالقول "حينما نفرغ نهائيا ان شاء الله قريبا من قضية الرمادي وبعض المناطق المحيطة بها نتجه لإيجاد مخرج يحمي العوائل ويحمي المدينة من التخريب ويمنع استخدام القوة والسلاح ولكن في نفس الوقت يجب انهاء وجود القاعدة في الفلوجة".

واعتبر رئيس الوزراء العراقي ان الخطوة المقبلة الاولى هو "عدم السماح لهذه التنظيمات الارهابية ان تتخذ من الفلوجة مقرا ومنطلقا، وسنطوق الفلوجة ولا نسمح بخروج هؤلاء المقاتلين، اما الاهالي فيذهبون ويعودون بشكل طبيعي أما هؤلاء (المسلحون) فلا".

والخطوة الثانية، بحسب رئيس الوزراء العارقي "سنعمل على اثارة حساسية وغيرة وشهامة أبناء الفلوجة وعشائرها حتى يطردوهم. اذا طردوهم من المدينة فسيكونون من حصة الجيش العراقي خارجها".

واعتبر المالكي ان المهم ان " لا تكون الفلوجة منطلقا للتفخيخ والتفجير من خلال الاحاطة بها (الابقاء على تطويقها) واذا سلمنا بوجود حركة داخلية لا يهمنا الوقت حتى وان طال. المهم ان لا تضرب المدينة وان لا يقتل فيها ابرياء بجريرة هؤلاء المجرمين. الوقت ليس مهما وانما حفظ دماء أهل الفلوجة هو الأهم".


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek