اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان لا مجال ومكان لداعش على ارض العراق ، وساكون في مقدمة المتطوعين الذين يذودون عن الوطن والمواطن فداء للعراقيين وامنهم وكرامتهم .
وقال الحكيم في كلمة بالاحتفالية البهيجة بمناسبة ذكرى مولد الامام المهدي المنتظر "عج" في مكتبه ببغداد والتي اقيمت تحت شعار {15 شعبان مولد الامل .. الحجة المنتظر"عج"} .. ابارك لكم هذه الولادة الميمونة العطرة ولادة الامل سيدنا ومولانا الامام الحجة المنتظر "عج" والتي تقترن بذكرى الانتقاضة الشعبانية المباركة هذا الحدث الخالد والمحطة المهمة لانتصار العراقيين لكرامتهم والتعبير عن تلاحمهم وارادتهم الصلبة والوقوف بوجه اعتى الدكتاتوريات ، كما وتتزامن هذه المناسبات بسقوط عدد كبير من الشهداء في محافظة نينوى وطوز خور ماتو وصلاح الدين وبغداد " .
ومضى قائلا " وهكذا تعودنا ان نمزج الفرح بالحزن .. نفرح لفرح اهل البيت {ع} لان هذه الافراح تعطينا قوة وعزيمة وتبعث فينا الامل وتدفعنا لتحمل مسؤولياتنا الجسام ، .. وفي ذروة الشدة وقمة التحدي تجد النصر قريب والامل كبير والمستقبل واعد ، لكن يجب ان نمر بهذه المخاضات ونتحمل التحديات ولنا في كل عام مع هذه المناسبة وقفة تامل وتدبر نستلهم الدروس والعبر من هذه الشخصية شخصية الامل الموعود "عج" الذي سيملا الارض قسطا وعدلا بعد ما ملات ظلما وجورا " .
واشار الى ان " البعض يصف اتباع اهل البيت بالمساكين ويصورهم على انهم يمنون انفسهم يطيبون خواطرهم بقصة المنقذ نتيجة لعزلتهم وتهميشهم واقصاءهم وانها قصة حاكتها عقول المنكسرين ، وهنا نؤكد ان المنقذ ليس حقيقة مذهبية واسلامية وسماوية ، بل انسانية لانها موجودة لدى كافة الديانات البشرية ، وليس هناك قضية متفق ومجمع عليها كقضية المنقذ الذي سياتي ويملا الارض قسطا وعدلا بعد ما ملات ظلما وجورا " .
واوضح الحكيم ان " المنقذ الامام المهدي {عج} قد ارتبط به مشروع الرسالة وهو يمثل الحلقة التي تتوج الجهد الكبير الذي بذله 124 نبي على مر التاريخ ، وهو حقيقة وليس خيال او وهم ، والمشروع المهدوي الاصلاح العالمي ارتبط بالعدل ، وهذا المفهوم وهو من اوضح المفاهيم التي تشير الى صوابية المسار ، ولا يمكن ان نتحدث عن العدل من دون العقل والمنهج والسلوك ، لان العقل يوصل للعدل والعدل يتحقق بالعقل فحينما تكون المسيرة عادلة يجب ان تكون عاقلة وتعتمد المنطق والمنهج والمبان والسلوك والاداء والفكر والرؤية المنطقية العقلانية " .
واردف السيد عمار الحكيم " لا يمكن ان نؤمن بالمهدي {عج} انطلاقا من الوهم والخيال ، وهناك الكثير من التساؤلات عن فلسفة الغيبة الطويلة ، والانسان بطبعه عجول متسرع يريد مصلحته والنتائج باليد وليس له ان ينتظر ، ونلاحظ في الانظمة الديمقراطية العريقة ان الناس يصطفون حول شخص او مسؤول ما وقد يتحملونه بعد فوزه في الانتخابات
اربع او ثمان سنوات لكن في النهاية يغيروه وتنتهي شعبيته ، وليس هناك رئيس دولة ديمقراطية يبقى في القمة " .
والمح الى ان " الامام {عج} ليس درسا نتعلمه بل حقيقة وواقع نعيشه ، وعندما تصل الامم الى مرحلة تكون غير قادرة على معالجة مشكلاتها عند ذاك يظهر المنقذ ، وحقيقة الانتظار هي ان هناك انتظارا ترقبيا واخر وهو انتظار التهيؤ الذي يسهم في صنع الحدث وبذل الجهد لتحقيق النتيجة ، وانتظار الامام يجب ان يكون انتظار التهيؤ بتوفير الجهوزية والبيئة والجند الذين يؤمنون بفكر الامام "عج" ، لذا نحن ندعو ان نكون من الذابدين عنه والمستشهدين بين يديه وادوات للنصر الالهى " .
واشار الى ان " المشروع الاصلاحي الكبير ينطلق من العراق وهو المرتكز والمحطة والارض الصلبة ، والعراقيون يتحملون مسؤولية مضاعفة من خلال حجم التحديات فبعد الدكتاتور جاء الارهاب وعشر سنوات من التفجيرات والضحايا الابرياء ، نحن شعب يمحص ويمتحن ويختبر لتتم تهياته ليكون حامل لواء الاصلاح ، ولا اصلاح بلا صراع والصراع يحتاج الى موقف ولا مجال للحياد وعلى المرء ان يحدد موقفه اما مع داعش او العراق ، .. الصراع يحتاج الى موقف والموقف الى رؤية وخطة ورجال واداوات لتنفيذ الخطة على اساس الرؤية " .
وقال " في رحاب هذه المناسبة نستذكر ادوارنا ومسؤولياتنا نستعلم ونتعرف على سبب الضغوط المتزايدة على شعبنا لانه مميز وامامه مسؤولية عظيمة ، مردفا .. تابعنا بقلق كبير وبالغ التطورات التي تشهدها البلاد عموما وسقوط مدينة الموصل ومدن اخرى ومحافظات مجاورة بيد داعش بطريقة دراماتيكية سريعة ، وبتنا امام واقع وظرف فيها مضاعفات امنية وانسانية ، وهذا الانهيار الامني يهدد الامن الوطني في البلاد والسلم الاجتماعي ويتطلب توحيد المواقف وتنسيق الجهود والتعاضد ، ويتطلب وقفة جادة من القوى السياسية والمجتمعية والشعبية ، يجب ان يقف الجميع وقفة موحدة ويتعاضدوا ويضعوا يدا بيد من اجل مواجهة الارهاب ، وتسخير كافة الامكانات والموارد البشرية والمادية للقضاء على الارهابيين " .
واسترسل السيد الحكيم " نشكر كافة الجهود والمواقف النبيلة التي اعلنت من قبل الدول والمنظمات والشخصيات العالمية الذين وقفوا عبروا عن تضامنهم مع الشعب العراقي ، وان كافة هذه الجهود وتوحيد الموقف ليس لايقاف زحف المجاميع الارهابية بل لملاحقتها والقضاء عليها ولا مجال ومكان لداعش على ارض العراق ، ولا فرصة لمحاولاتهم اليائسة على ارض السلام والوحدة والتعايش " .
واستطرد " نحن اليوم بامس الحاجة لوحدة الموقف وتظافر الجهود والعض على الجراح وتجميد الخلافات السياسة والوقوف صفا واحدا دفاعا عن الوطن والمواطن والانتصار لكرامة العراقيين " .وزاد السيد عمار الحكيم " من حقنا ان نختلف سياسيا ، لكن في نفس الوقت من حق العراق علينا ان نتوحد فيما يمس الامن الوطني وعلينا ان نكون يدا واحدة ، وعليه فان القيادات الوطنية العراقية مدعوة لاجتماع عاجل لتدارس وتحديد مواقف واضحة بشان الموقف الموحد الذي يجب ان يتخذ ازاء ما يجري من احداث في البلاد ، وهنا لا بد لنا ان نشيد بموقف المرجعية الدينية الرشيدة والمراجع العظام الذين تفضلوا باصدار البيانات التي تحدد اتجاه البوصلة في وحدة الصف والوقوف بوجه الارهاب والقضاء عليه ، ونحن ندعم دور الجيش بضباطه ومراتبه ومنتسبيه الشرفاء الشجعان الابطال لاننا اليوم امام تاريخ حافل ببطولات هذا الجيش التي امتدت لعشر سنوات قاتلوا وضحوا بارواحهم من اجل حماية العراق والعراقيين ، انه لسجل حاف ولا بد ان نحقظ لقواتنا الباسلة بالانتصارات التي حققوها والبطولات التي سطروها ، قد نخسر جولة وتنهار مفاصل من القوة العسكرية في لحظة او مكان ما لكن سنعوض بجولات وصولات ونستعيد كل شبر تدنس باقدام هؤلاء الظلاميون ، وهنا نشكر الشعب بعشائره والشباب المخلص الوطني المؤمن ونشكره ونثمن مواقف هؤلاء الابطال بالوقوف ضد الدواعش سواء كان ذلك في الموصل او تلعفر او طوز خور ماتو او سامراء وضواحي الموصل او اي مكان ، وقد دافع الابطال عن ارضهم واعراضهم وكرامتهم وهويتهم وهذا هو المامول ولا نتوقع منهم الا هذه الوقفة " .
وشدد قائلا " كما يجب ان نشخص العناصر المتخاذلة .. تلك القيادات الفاشلة التي فرت من الزحف ، ولا بد من محاسبة هذه القيادات ومعاقبتهم لانهم لم يسيئوا لانفسهم
حسب بل للعراق والعراقيين جميعا وقدموا انطباعا سيئا للعالم عن انهيار الجيش ، .. العار والشنار على من تخلى عن سلاحه والمعركة وفر لائذا بنفسه على الرغم من الامتيازات المتوفرة ، وهنا لا بد من التنبيه الى عدد من الخطوات الاساسية المهمة التي يجب ان تتخذ ازاء الاحداث وهي ، اولا تقييم علمي ودقيق لاوضاعنا الامنية العسكرية بعيدا عن التبرير والبحث عن شماعات نعلق عليها الفشل في وقفة جرئية موضوعية ، وثانيا علينا ان نسرع باعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتمكين القادة والضباط المؤمنين بالعملية السياسية والمشروع الوطني ومنحهم الصلاحيات الكافية ، وثالثا علينا مراجعة الخطط الامنية التي اعتمدت في ادارة الملف الامني في الفترات السابقة ، ورابعا الحاجة التي تحديد استراتيجية امنية واضحة تضع تصورا دقيقا للمعالجات المطلوبة ولا تنحصر بالحلول الامنية فقط انما السياسية والخدمية والتنموية ليشعر المواطن بان الحكومة والدولة راعية له كي لا يقف بالضد منها ، خامسا التمييز بين قوى الارهاب الداعشي القاعدي والناس المغرر بهم على خلفية مطلبيات وحقوق ومشكلات ، ولا بد من الفرز بين هؤلاء الذين حرضوا ويمكن ان يعودوا الى الصف الوطني والداعشيين ، سادسا الحاجة الى استنفار شامل للقوى الشعبية والشبابية المؤمنة في كافة محافظات البلاد ، وردد مخاطبا الشباب وابناء العشائر .. انتم ابناء النخوة والشيمة عليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم وتدافعوا عن كرامتكم وتحققوا امنكم بايديكم ، وهذا يمثل موقفا اساسيا في مساندة القوات المسلحة والاجهزة الامنية في هذا الظرف الصعب ،
وساكون في مقدمة المتطوعين الذين يذبون عن الوطن والمواطن فداء للعراقيين وكرامتهم وامنهم ، وقد قلناها في ظروف سابقة ونكررها اليوم وبجدية اكبر .. ستكون لنا صولة كصولة عمنا العباس ، ولا يمكن ان نسمح لداعش والداعشيين وستكون لنا وقفة ونداغع عن العراق بالتنسيق مع الاجهزة الامنية ونتحمل مسؤولياتنا كشباب في البلاد كل بحسبه ومنطقته ، سابعا حماية المقدسات والعتبات المقدسة والمساجد ودور العبادة فاننا نحمي هذه المراقد بارواحنا
وبين وهنا ادعوا تنظيمات شهيد المحراب لا خذ الحيطة الحذر وتقديم المعلومات والتنسيق في كل حركة مع الاحهزة الامنية المتواجدة في كل منطقة ، وثامنا الحاجة الى تنسيق عال المستوى مع اقليم كردستان ودول الجوار لانها معنية ان تقف مع العراق في حربه ضد الارهاب ، وليعلم الجميع ان النار اذا استعرت ستحرق الجيمع من دون استثناء وعلى دول الجوار ان تعمل على ضبط الحدود ومنع ايصال المعونات والدعم لهذه المجموعات والوقوف صفا واحدا دفاعا عن امن واستقرار المنطقة ، تاسعا على وسائل الاعلام ان تتحمل مسؤولياتها في تعزيز وتعميق الوئام والوحدة الوطنية في مواجهة الارهاب والارهابيين ، والحاجة الى توفير الغطاء السياسي والقانوني المطلوب للحكومة ، وهنا ادعو النواب الى الحضور غدا الخميس الى البرلمان لتدارس واستبيان المواقف ودعم الحكومة في اداء واجباتها " .
وذكر السيد عمار الحكيم ان " الظروف الاخيرة تحتم علينا ان لا يكون هناك فراغ دستوري مع علمنا ان يوم الاحد المقبل ينتهي عمر مجلس النواب وتبقى الحكومة تدير امور البلاد كتصريف اعمال ، وعلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والهيئات القضائية حسم الشكاوى والطعون والمصادقة على نتائج الانتخابات كي لا نعيش فترة الفراغ الدستوي في هذه الظروف الصعبة " .
وختم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي كلمته " بتوجيه التحية للدول التي تدعم العراق في حربه ضد الارهاب واقليم كردستان على وقفته واستقبال الاعداد الغفيرة من الاسر النازحة سواء من الداخل او سوريا ، الامر الذي يشكل عبئا انسانيا كبيرا علينا جميعا ويتطلب منا تحمل مسؤولياتنا لننقذ الوطن الحبيب وننهي الارهاب بالكامل بوقفة موحدة لجميع الشرفاء والمخلصين " .
|