كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، يوم الاربعاء، ان الصدريين يبحثون في الوقت الراهن عن بديل لمرشدهم الروحي كاظم الحائري الذي نزع الشرعية الدينية عن زعيمهم مقتدى الصدر، مشيراً إلى أن الصدريين يركزون بحثهم على مرجع يكون عراقيا وليس متحالفا مع ايران، وذلك في محاولة منهم لاستعادة زخم
ولم يستبعد التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، من ارتكاب إيران "الخطأ الفادح" باستمرار ضغطها على التيار الصدري لاجباره على الانضواء ضمن تحالفاتها الشيعية، كما لم يستبعد ان يحدث تقارب مرحلي بين الصدريين وبين تيار "التشرينيين".
وبداية، اعتبر التقرير ان إيران قررت على ما يبدو معارضة الصدريين بشكل علني في محاولتها لمنعهم من ان يخلوا بتوازن القوة السياسية بين حلفائهم المتعددين في العراق، مشيرا الى جهود ايرانية تعتبر الأكثر خطورة من خلال جهود منسقة لترويض التيار الصدري داخل الحظيرة الشيعية من خلال نزع الشرعية عن الصدر.
اعتزال الحائري
وبعدما ذكر التقرير بإعلان آية الله كاظم الحائري المقيم في إيران، عن تقاعده في بيان غير مسبوق، اشار الى ان الحركات الشيعية الاسلامية تحتاج الى تفويض ديني، يمنحه عادة آية الله العظمى، للانخراط في الشؤون السياسة، وان الحائري أصبح الوصي الروحي للصدريين بناء على توصية من والد الصدر الذي اغتيل في العام 1999.
ولفت التقرير إلى أن الصدر خسر بذلك التفويض الديني الذي كان الحائري منحه اياه، واصبح فعليا غير مؤهل لقيادة الحركة الصدرية.
الهدوء المتوتر
وتابع التقرير ان هذه الخطوة ربما كانت بمثابة "ضربة قاتلة" للصدر، الا انه اعتبر ان ايران يمكن ان ترتكب "خطأ فادحا"، لافتا إلى أنه منذ انتخابات تشرين الاول/ اكتوبر 2021، فان ايران بذلت كل الجهود من اجل اجبار الصدريين على الانضواء ضمن الاحزاب الشيعية الموالية لإيران، وهو ما جعل الحركة الصدرية أكثر تحديا.
واضاف التقرير ان الصدريين ذهبوا الى حد الانسحاب من البرلمان، كما شاركوا في تظاهرات منظمة، مشيرا الى أنه مع اندلاع التظاهرات والاشتباكات الاخيرة، فإن الصدر، برغم استقالته السياسية، عاد للظهور مجددا من اجل اظهار حجم نفوذه، موجها نداء لاتباعه للتفرق في غضون 60 دقيقة، فامتثلوا فورا وعاد الهدوء المتوتر.
واشار الى انه برغم ان انتهاء المواجهة بخسارة ظاهرة للصدر، "الا ان المعركة الأوسع لم تنته بعد. والوضع حاليا تمثل بهدنة هشة، كانت سهلة جزئيا بسبب اقتراب موسم الحج السنوي الى كربلاء".
استعادة الشرعية
وذكر التقرير أن الصدر واصل انتقاداته اللاذعة لخصومه، حيث اتهمهم بالفساد، مضيفا ان "الصدريين لديهم الكثير من العمل ليقوموا به في حال كانوا يراهنون على استعادة المبادرة وأن يكونوا فعالين".
واوضح التقرير ان "المهمة الأكثر أهمية هي استعادة الشرعية الدينية للحركة السياسية وزعيمها".
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة مقربة من التيار الصدري، ان محادثات داخلية تجري بشأن اختيار آية الله شيعي آخر، وأنه من المفضل ان يكون ذلك في العراق أو ألا يكون متحالفا مع إيران، وهو ما سيمكن الصدر من الحصول على التكليف الديني اللازم من أجل زعامة الحركة.
وخلص التقرير الى القول إن "التحدي الأكبر يتمثل فيما يجب القيام به بعد ذلك"، حيث أن المحكمة العليا قضت مؤخرا بأنه ليس من صلاحيتها حل البرلمان، وهو ما كان الصدريون يطالبون به، مضيفا ان "الخيار الذي تبقى امامهم الآن هو التحرك في الشارع من أجل الضغط لحل البرلمان وتسهيل الانتخابات المبكرة".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن البعض داخل التيار الصدري يسعون الى الانتقام بعد مقتل العديد من المتظاهرين خلال اشتباكات المنطقة الخضراء في نهاية الشهر الماضي، مضيفا أن العنف الذي حصل، قد يكسب الصدريين حليفا محتملا يتمثل في متظاهري تشرين المنتفضين في العام 2019 والذين تعرضوا ايضا للكثير من العنف.
واعتبر انه برغم ان هاتين المجموعتين ليستا حليفين طبيعيين، إلا أن غضبهما الذي يجمع بينهما، قد يدفعهما إلى توحيد قواهما. ونقل التقرير عن مصادر قولها، إن القادة المحليين في التيار الصدري، تواصلوا فعليا مع نشطاء تشرين من اجل تنسيق الاحتجاجات مستقبلا.
واضاف انه في حال نجح الطرفان في إنشاء تحالف والقيام بخطوات منسقة، فإن الطبقة الحاكمة في العراق، بالاضافة الى ايران التي تقف خلفها، قد تكون بمواجهة تحديات لا سابق لها.
|