أن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة فعلاً للتعبير عن ألسنة الكتاب وفي هذه الاشارة اظهار لما اطلق عليه (ورف) الصيغة البديعية في الكتابة ، والكتابة للذي لايعرف ماهيتها هي اكثر من أسلوب كلام بل هي أدراك معرفي ومفاهيم استثنائية متحركة ذات فراسية كافية لاتبتعد عن سياقات المنطق التجريبي والصورة المتصورة فكتابات الكاتب هي تناسق أيقاعات خاضعة للتحكم قد ترتفع وتسمو أو تدنو وتهفو حسب مسلمات كاتبها ومستواه وكلنا علم أن اللاتماثل الوظيفي للعقل البشري موجود لا ينكر ولهذا نلمح بعض الكتابات من خلال اسلوبها بأنها رصينة وهادفة وفكرتها متحققة والمتابع لتاريخ النقد الحديث يعي بكل بساطة عبارة(( الأسلوب رجل  )) فهي عبارة دقيقة فالكاتب يعرف بأسلوبه الكتابي .

أن الوهن وعدم ترابط المقال وتنافر الجمل ديدن ثلة ممن حسبوا عنوة على كتاب المقال وقلدوهم وصف الكاتب زيفاً لان بلوغ هذا الوصف ليس بالامر الهين كما يتصوره قاصرو العقول فالكاتب الذي أذا مسك القلم انساب بين انامله وحاكى أفكاره وليس الكاتب من صنع لنفسه نصباً زائفاً وتفاخر بلقب لا يستحقه ، فما نشاهده اليوم من تزاحم الجرايد بألقاب ونعوت رنانة لا تقايس كتاباتها ، فكتابها لايساون أرهاصة من أرهاصات (جان جاك روسو، أو جواهر لال نهرو أو باسكال كلاس وغيرهم ممن كانو علامات بارزة في الثقافة الكتابية لا نقصد الأساءة وليس من أخلاقياتنا التعميم فهنالك أقلام جيدة لايستهان بها ولكن البحث عنها كالتفتيش على إبرة في كومة قش  فمعرفة صيغ البديعيات في سطور الكتابات يتوقف على أمرين ألاول يتوجب ان يكون هنالك قارئ أريب ينتقي الأجود والثاني أن ترتفع جرايدنا بأختلافها عن عبادة الألقاب ويتيحون للاقلام الواعدة مجال للظهور ، وللأسف نقول أن بعض الجرايد أول ماتنظر الى ما قبل الأسم ( د / م / دكتور أو محامي أو مهندس ) حالاً ينشر ما كتبه حتى لو كان ركيك الأسلوب يتفوق عليه تلميذ في مراحل ابتدائية أولية وهذه الرؤية تكاد تكون عامة في المطبوعات اليومية فهي بهذه الممارسة تقدم طعنة خاطفة لمنطق الكتابة وتساهم في قلب الرؤية المتعارفة تحت دافع تحويلي يصير صاحب القلم من كاتب الى مقتبس ضعيف الربط ذو اسلوب وهن يحول الكتابة من المغزى الرمزي والتلميح المسبوك الى قصص وشرح مخل بالأيجاز جامع لمثالب الاسهاب المصطنع وهذا سيعود بالتالي الى تذويب الغاية وضياع الهدف بين عبارات مفككة وتسلسل كلامي غير مترابط ولامتجانس وهي بلوى وفدت الى صحافتنا الحديثة  أن جرايد اليوم قدمت الى العالم كتاب متهالكين عشعش الشموخ في عقولهم  فأعتبروا أنفسهم فلتات هذا الزمان وهم لايحسنون الاملاء في كتاباتهم فالاخطاء اللغوية يوكلوها الى المدقق اللغوي ولايحاولو على أقل تقدير ثني الوسادة للتعلم فلا يجيدون إلا التبجح بما كتبوا والناقد بمجرد المرور على كتاباتهم يراها ترقيعات واجتراءات مستهلكة لاتساوي جهود ما يصرف من نظر لطباعتها والانكى من هذا ان هولاء الشخوص تسيدو على الصحافة ومسكو زمامها مما جعلها تسيير بخطى السلحفات ولولاهم لافل نجم الخور الحاصل في الثقافة الصحفية واندثر أثره .

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek