مرة أخرى تشترك المطارات الخليجية في تكسير أجنحة خطوطنا الجوية, التي ولدت قبل ولادة قطر, إذ تأسست خطوطنا الجوية في العام 1945 وتعاملت منذ ذلك التاريخ مع المطارات الأوربية والآسيوية, فتألقت وازدهرت في أزمنة القحط والجفاف, التي كانت فيها قطعان الإبل والبغال هي الوسيلة الوحيدة الشائعة في التنقل البري عبر شعاب السواحل القطرية الجرداء, ومسالكها الرملية الجافة.


مما يؤسف له أننا نحن الذين بدأنا بنتف ريش طائراتنا وتكسير أجنحتها, ونحن الذين أقدمنا على اتخاذ خطوات ارتجالية مستعجلة لتفادي نتائج الدعاوى الكويتية المقامة ضدنا في المحاكم الدولية, فجاء إشهار إفلاس الخطوط الجوية العراقية متناقضا مع أحكام قانون التجارة العراقي, وبنود إشهار إفلاس الشركات الوطنية, ومتقاطعا مع طموحاتنا المستقبلية الرامية إلى تحسين أداء خطوطنا الجوية, وتوسيع مدياتها, والتحليق بطائراتنا في الفضاءات المفتوحة.
نحن نعلم علم اليقين أن الخطوط الجوية الكويتية استوفت ملايين الدولارات من لجنة التعويضات في الأمم المتحدة, وان قرار إشهار إفلاس أي شركة يفترض أن يصدر من المحاكم المختصة بناء على طلب الدائنين, في حين إن الخطوط الكويتية لم تطلب ذلك صراحة, بل نحن الذين تبرعنا بنتف ريش طائراتنا, فحجزناها خلف قضبان قفص العجز والإفلاس, من دون أن يكون لهذه الخطوة أي مردودات ايجابية لصالحنا أو لصالح غيرنا, فهي لا تخدم تشكيلات وزارة النقل, وليس لها أي آثار سلبية على الخطوط الكويتية.
لكن المضايقات الكويتية المتكررة لم تتوقف عند هذا الحد, ولم يهدأ لها بال, ويبدو أنها استنفرت هذه المرة بعض المؤسسات الخليجية الرسمية, وأشركتها معها في الحرب غير المبررة على تشكيلات وزارة النقل العراقية, ومحاولة منعها من تحقيق مشاريعها المستقبلية البناءة, فتطوعت المطارات القطرية لتعلن تحاملها علينا, فترتكب قبل بضعة أيام حماقة ما بعدها حماقة في تعاملها مع الوفد الوزاري العراقي, الذي حمل لها راية المحبة والسلام, وحاول تزيين جبهتها بأغصان الزيتون, فأغلقت بوجهه مطاراتها, وزرعت طريقه بالشوك, وراحت في الوقت نفسه تتصرف بكرم وسخاء منقطع النظير مع تشكيلات الجيوش الأمريكية الغازية, التي اتخذت من قاعدة السيلية مستقرا لغربانها وخفافيشها, ومنطلقا لغاراتها العدوانية القديمة والمرتقبة.
وتعد قاعدة السيلية في قطر من اكبر أوكار الدبابير الخبيثة في الشرق الأوسط, وأكثرها شراسة وعنفا.
لقد أضافت المطارات القطرية والعمانية لمسات جديدة إلى مواقفها السيئة, وقدمت للمشاهد العربي صورة مؤلمة عن ولائها المطلق للبنتاغون, وعدائها المتجدد للعراق العظيم وشعبه الكريم.
وربما ستواصل مضايقاتها لطائراتنا وطيورنا إلى الحد الذي تطالبنا فيه بمنع تحليق طيور البط والحذاف والخضيري, وحرمانها من الهجرة إلى اهوار العراق, أو تواصل ملاحقة الصقور الجارحة وتطالبنا بمنعها من الطيران في سماء بوادي إبصية, والغانمي, واللعّاعة, وفيضة حمد, وشقره, وخضر الماي, وجهامة, ونقرة السلمان, وغيرها من البراري العراقية, التي تعد من المطارات الطبيعية للطيور البرية الحرة, ومن المحتمل إنها ستطالبنا بمنع بيع الطيور الاستوائية في سوق الغزل, وتحرمنا من تربية الحمام الزاجل في غابات أبي الخصيب, وتمنع الفضائيات العربية من بث أغنية (يا طيور الطايره), وقد تطالبنا بحذف عبارة (فاضل يَطيرُ) من القراءة الخلدونية, وتمنع أطفالنا من اللعب بالطائرات الورقية جنوب خط عرض 36, وقد يدفعها الحقد إلى تجريد رواية ألف ليلة وليلة من حكاية البساط الطائر, وقد يصل بها البطر إلى حد المطالبة بحذف بضعة أبيات من رائعة صفي الدين الحلي, وبخاصة الأبيات التي يقول فيها:

إن الزرازير لما طار طائرها توهمت أنها صارت شواهينا
بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِخاخ بها ولو تَرَكناهُمُ صادوا قرازينا

 




تعليقات

عاش السانك كابتن هذا الكلام الي فعلا بالصميم بس انشأ الله الله يفتحها علي العراقين وبجهود الغياره يرجع العراق وهيبته.

عامر المالكي

--------

الكاتب: د.سعد منصور القطبي

أذكر قصة حقيقية حدثت في عهد الجرذ صدام فقد ذكر لي سائق قام بأيصال مواطنة أجنبية الى مستشفى المجانين في بغداد وعندما شاهدت هذه ألأجنبية الملابس الرثة والقذرة التي يرتديها المرضى طلبت مني الذهاب الى سوق الملابس وبالفعل أخذتها الى السوق وأشترت لكل مريض طاقمين من الملابس الداخلية وطاقمين من الملابس ومن مالها االخاص وتعاونت معها ووضعنا في كل كيس أربعة أطقم ورجعنا الى المستشفى ووزعناها كيس لكل مريض ولكن بعد مغادرتنا عرفت ثاني يوم أن الموظفين والشرطة المشرفين على المستشفى أخذوا هذه الملابس من المرضى بالخدعة فمثلا يعطى احدهم سكارة للمريض ويأخذ الكيس أي أن هذه ألأجنبية الغير مسلمة عندها رحمة ونحن لانرحم بعضنا كذلك لاننسى أن الرئيس بوش جزاه الله كل خير بعد أن حرر العراق يرسل الوفود ألأمريكية لمختلف دول العالم من أجل تخفيظ الديون الهائلة التي تسبب بها الجرذ صدام على العراق بينما يطالب عبد العزيز الحكيم بتعويض أيران من اموال العراق بسبب الحرب التي شنها الجرذ صدام عليها.
علما أن ديون العراق لوبقيت على حالها لما أستطعنا سدادها حتى لوبعنا نفط العراق كله لأن فوائدها تتراكم ولكن بفظل النفوذ ألأمريكي في
العالم تم تخفيضها بشكل كبير
والسلام عليكم

------

المهندس لؤي الحلفي

عشت وعاش قلمك ياكابتن وان شاء يجي اليوم اللي تتسلم بيه منصب يليق بكفائتك

---------

الحسن

حائط نصيص

اخي الكريم الحمامي ارى في الكثير من مواضيعك غير الكويت ماعندك ان الخطوط الجويه الكويتيه شركه اهليه ومطالباتها من قبل المحاكم وكذلك انتم تستطيعون ان تلجئو للمحاكم لينصفو المظلوم ويا ليت توجه قلمك الى ايران وامريكا وسوريا
وابتعد عن الكويت لانها بعيده عن شاربك


قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek