ان من اسوا ما يمكن ان يتصرف به الحاكم هو عدم التمييز بين التمنيات والواقع... فكثير من الحكام يضع الاماني مكان الحقائق.. وعندما يضع امكانات الدولة تحت تصرف امانيه فانه يضحي بدماء الناس، وجهدهم، وتوازنهم النفسي ، واستقراراهم الفكري، والنتيجة انه لا يحصل على شيء مما يتمناه لان الشروط الموضوعية اللازمة لتحقيق طموحاته ليست متوفرة .
البعض يريد مناطحة الكبير وهو هش التكوين فيصح عليه قول القائل كناطح صخرة، يوما، ليوهنها


فلم يضرها واوهى قرنه الوعل
قبل الطموحات، اذن، لا بد من تحضير المسلتزمات او الامكانات وتوجيهها نحو الهدف.. وقبل خوض اي صراع لا بد من موازنة بين القوى في صغائر الامور وكبارها ليعرف حجم قوته من حجم قوة العدو..
اما الاقتحام غير المحسوب فهو مغامرة نتيجتها الفشل...
والامر الآخر الذي ينبغي ان يتحلى به الحاكم هو حسن اختياره لمستشارية بحيث يكونوا من ذوي العلم كل في مجال اختصاصه، وليسوا من ذوي القربى او ذوي الطائفة، او ذوي الحزب... فماذا ينفع القريب والصاحب، والطائفي، والعشائري والحزبي اذا كان خالي الوفاض من اية معرفة؟... ان عمل المستشارين والحالة هذه لن تتعدى النفاق للحاكم... اما ان يقول (لا) للخطا فهذه ليست من صفات الجهلاء...
وكل ذو علم يتصف حتما بالتواضع فالعلماء متواضعون اما الجهلاء فمتكبرون.... وكما حصل ويحصل فانهم يغلقون الابواب بوجه الناس ويقطعون الصلة بين الحاكم والمحكوم ويوسعون المسافة، ويبعدون العناصر المدركة والعناصر الخيرة لينفردوا بالمواقع...
انا اعتقد ان حاكما دون مستشارين سيئين، متكبرين، يعرفون انهم ليسوا جديرين بمناصبهم هو افضل في اتخاذ القرار الصحيح منفرداً... وكل جاهل هو متعجرف، ومتكبر بالضرورة لانه يفترض ان المنصب مكانه عليا تجعله فوق الناس وليس وظيفة لخدمة الناس.
ناتي الى الامر الثالث: لابد لكل حاكم من ان يختلف مع غيره في الفكر، في الموقف، في المنافسة على الموقع... والحاكم الصالح هو من يحيد الاعداء والمنافسين ويكسب المحايدين، واذا كان كلا ولا بد فليحارب في جبهة واحدة، واذا كان هناك اكثر من جبهة فاليدرجها في سلم من الاوليات بحيث يضع الاخطر قبل الاقل خطورة... اما اذا خاض المعركة منفرداً واعداؤه جمعا فالخسارة هي النتيجة...
والامر الاخر ليس كل خلاف مبرراً كافيا للاحتراب فهناك خلافات يمكن تجاوزها بالحوار، وبالارضاء...
وينبثق من هذا بانه ليس في السياسة اما ان تقبلوا بي انا في كل ما افعل او اقول او كلا... فكل نزاع لكي يحل يحتاج الى قدر من التنازل من كل طرف للالتقاء في وسط الطريق او الاقل اختزال مسافة الخلاف هكذا أ____لقاء____ ب او أ_ لقاء____ب اما فرض الارادة على الخصوم فهذا يجعلهم اكثر تصلبا وبالتالي اكثر خطورة.
انه من الاهمية بمكان ان لا يحشر الحاكم خصومه في زاوية لا يملكون معها الا المغامرة وليكن بعد ذلك الطوفان، او الا المقاومة بكل وسيلة ولتكن النتائج ما تكون...
الحاكم الصالح هو الاب حتى في النظم الديمقراطية ولا يجوز للاب ان يميز بين افراد عائلته فيعامل بعضهم كابناء عاقين واخرين صالحين لانهم مطيعون...
فقد يكون المشاكس اكثر نفعا من المطيع لانه متمسك بالصواب متجاهلاً المصلحة الشخصية. ثم ان الحاكم الطائفي والعشائري والمناطقي فقد يصلح مختاراً او ملا او (فريضة عرب) لكنه لا يصلح حاكما ولا سياسيا بحال.
اما المكاسب التي يقدمها الحاكم فيجب ان تكون شاملة والا فان اقتصرت على فئة فانها تثير حفيظة فئات اخرى والحسد من طبائع النفوس، والشعور بالغبن هو الخطوة الاولى للعداء.. فلماذا مثلاً ياخذ المتقاعد بعد الاحتلال اكثر من المتقاعد قبله مع ان الثاني قدم الخدمة في اسوأ الظروف... ولماذا يتحول المقعد البرلماني الى امتياز مالي وهو المفروض ان يكون منصبا تمثيلاً يستمد قيمته من شرف تمثيل الشعب وليس من حصيلة المال؟
اما في مجال العلاقات الدولية فان اسوأ ما في الاسوأ هو كسب العداوات والحرب على اكثر من جبهة... بامكان الحاكم الصالح ان يجعل دولته بلا اعداء، صديقة الجميع، اذا جعل من الصداقة مصلحة لبلاده ومصلحة للطرف الآخر.. اما ان صداقة الدولة س فهي تستدعي بالضرورة عدوان الدولة ص فهذا من خطل الرأي..
كل دولة من دول العالم بامكانها ان تكون ذات نفع للبلد.. تمده بالعلم والتقنية، او بالخبرة، او بالعون المالي، او بالتدريب، او بالسلع او باستيراد سلعه، او بالمواقف في المحافل الدولية... اما اذا ناصبنا دولة ما العداء فهي قادرة ان تلحق بنا اكثر من ضرر او الاقل تفرض علينا كلفة مقاومة الضرر..
--------------
لقد مضى زمان العداء على اساس مناطق النفوذ، والقواعد، وطرق المواصلات، وبهارات الهند، والقطن المصري، والحرير الصيني، والنفط العربي.... واصبح كل شيء متاح مقابل ثمن...
وفي ظل الطيران بعيد المدى والصواريخ العابرة للقارات لم يعد هناك مكان معين ذو اهمية ستراتيجية خاصة.
والآن نأتي الى النقطة الاكثر اهمية من كل ما ذكرنا... وهي ان الناس لم يعودوا يعتاشون على المصطلحات الرثة كالاشتراكية، والمشروع النهضوي العربي، ولا على المصطلحات العامة كالعدالة، والمساواة.. ان الناس يريدون:
- فرص عمل مجزية الاجر.
- تعليم متقدم في مناهجه ووسائله واساليبه.
- سوق مليئة بالبضائع.
- تجارة حرة.
- مصانع تعمل.
- كهرباء، وماء، ووقود.
- مستشفيات ومستوصفات حديثة.
- حرية في القول والفعل ملتزمه
- سكن لائق.
- شوارع نظيفة، وساحات مطرزة بالخضرة... وبالمناسبة فانه في كل مخططات امانة بغداد والمحافظات العمرانية هناك مساحات مؤشر عليها في الخرائط حدائق او متنزهات لكنها صارت في الواقع اماكن لخزن القمامة والازبال خوفا عليها من الضياع.
- الناس لا يريدون خطابات فهناك الكثير من الاطفال يجيدون القاء الخطب افضل من الكثير من السياسيين.
- الناس يريدون حاكم يوفر لهم السعادة والامن، والحرية.
والناس يريدون: محافظ يرفع من مكتبه اكوام الزهور الورقية الملوثة بالتراب ليفكر بتقديم الخدمات.
ويريدون مجالس محافظات تلقي جانبا بسبح الكهرب المكوية او اليسر المحببة بالفضة ويسيرون امام المعدات الثقيلة ليوجهوها برفع الانقاض والازبال وشق الطرق.
اما التجاذبات الحزبية... واعتبار بعض النواب انفسهم ممثلين لاولادهم في المجلس... ومستشارين متكبرين يعتبرون انفسهم الهة اغريقية فهذا هو الذي سيجعل سفينة البلاد تغرق ايا كان الفائز في الانتخابات
الدكتور
يوسف السعيدي
العراق

 

 


----

تعليقات

أن ماعملته امريكا أفظل بملايين المرات مما عملته الدولة ألأسلامية في الفتوحات ألأسلامية والتي كانت تفرض الجزية الباهضة على الدول المحتلة وترسل الاف الجواري من هذه الدول كل سنة الى بيت الخلافة وان من فرق العراقيين وشتتهم هي عصابة البعث كل كوارث العراق هي من صنع البعث فقد خربوا الموظفين وعلموا الناس على الرشاوي فالموظف كان يستلم راتب لايكفي اكل فقط لمدة اسبوع مما يجبره على تعاطي الرشوة كذلك يقول البعثيين انظروا الفوضى التي حدثت بعدنا وهم ينسون ان صدام اطلق سراح اكثر من سبعين الف مجرم قبل ان يهرب الى حفرته وألأهم من هذا فهم أنفسهم الذين يرسلون المفخخات والأنتحاريين من سورية الى العراق كذلك يقولون ان معظم الحكومة الحالية هم عملاء ايران ولايذكرون ان سبب هروب السياسيين الى ايران هوطائفية البعث الذي أظطهد الشيعة وجعل سياسيها يفرون الى ايران لذلك ادعوكم اولا الى تسمية عهد صدام بعهد الجريدي و ثانيا فضح البعث الذي يثير الفوضى في العراق مدعوم من ايران وسورية لكي نترحم على ايامهم السوداء.لقد كان الجرذ صدام يتعمد اهانة العراقين امام صحفي العالم حيث كان يكرر ان العراقيون كانوا حفاة وهذا قول غير صحيح لكن صدام يكرره لأنه حاقد على معظم العراقيين وأنظر الفرق الهائل بينه وبين الشيخ زايد رحمه الله والذي جعل من ألأمارت دولة متطورة جدا فهو يقول الحمد لله الذي منحنا النفط وجعلنا بهذه الحالة أي أن الشيخ زايد يقول أن الفظل ليس لي بل للله وهذا هو التواضع بعكس صدام الذي حول العراق الى جحيم وخرابة ومديون بمئات المليارات وخلف ملايين ألأرامل والعوانس وألأيتام والمعوقين وقطع أكثر من 25 مليون نخلة وبقي في العراق فقط عشرة ملايين بينما كاثر الشيخ زايد رحمه الله النخيل وأصبح في ألأمارات ألأن خمسون مليون نخلة رغم عدم وجود تربة صالحة اونهر عذب في ألأمارات. كذلك منح الجريدي صدام نصف شط العرب الى شاه أيران بدون وجه حق في اتفاقية الجزائر ومنح اراضي غنية بالفوسفات الى ألأردن ومنح ألأرض الحيادية الى السعودية وتنازل عن اراضي عراقية الى الكويت وكل هذه ألأراضي تم تثبيتها في ألأمم المتحدة من قبل الدول المجاورة وأصبح من المستحيل على العراق المطالبة بها .

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek