في الشهر الماضي، وبعيدا عن الاحداث السياسية، وفي رحلة علاج مع الوالد - اطال الله في عمره - ولوجود الوقت الكافي في المستشفى، استمتعت بقراءة ثلاثة كتب، اهداها لي اصدقاء مسكونون بالهم العام والثقافي تحديدا، وفي كل منها كتاب فيه جواهر نفيسة ومعان في الصميم، وكان الكتاب فعلا خير جليس وأنيس، ومجموعة الكتب هي: كتاب «الثقافة في الكويت» للدكتور خليفة الوقيان

، والكتاب الثاني هو «حكايتي مع الجامعة» للبروفيسور د. مبارك العبيدي، اما الكتاب الثالث، فهو «كلمات عند البحر» للاستاذ خالد عبدالعزيز السعد.

 

الكتاب الاول يبحر بنا في بواكير النهضة الثقافية في الكويت القاحلة الفقيرة ذات التوجه البحري، يبحث الناس عن ارزاقهم في أصقاع العالم، ومع ذلك كانت الثقافة حاجة ملحة واولوية. الكتاب الثاني رحلة في عالم انشاء الجامعة الفتية، وبواكير التعليم الجامعي. رحلة من الدموع والشموع في سرد قصصي خلاب، ويتحدث عن اكثر من اربعين عاما لعالم حقيقي، لم يبحث عن الشهرة والمناصب الزائلة، بل هي من سعت اليه بالجهد والتوفيق من الله. الكتاب الثالث «كلمات عن البحر»، كتاب يثير تساؤلات متجددة في الحياة والشؤون السياسية والاقليمية. وفي كل هذه الكتب كان الرابط واحدا، هم مسكونون بالثقافة والمثقفين في الكويت.

حال الكتّاب والكتب في الكويت هي من الهموم، ومعاناة ما بعدها معاناة، فعدد المؤلفات والمؤلفين، لا يتعدى اصابع اليد، ومع ذلك لا يوجد اي نوع من الدعم المباشر او غير المباشر، المؤسسات الرسمية الثقافية لاهية في كل شيء الا هذا الكتاب، الكتاب صناعة كاملة تبدأ في «العقول»، ويجب ان تنتهي بالعقول، لكنها - للاسف - نهايتها على الرفوف. الابداع والافكار تحكم عالم اليوم، والثورات وقودها شباب نهلوا من الكتب. الكتاب والثقافة سلاح مدمر بيد الجاهل، ودرع واق عندما ينتشر بين الناس، انها دعوة لاعادة الاعتبار الى الكتّاب والكتب، والى كل من يهمه الامر.

د. محمد عبدالله العبدالجادر

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek