عاش المجتمع البحريني بشيعته وسنته لعقود زمنية طويلة جنبا إلى جنب، بل أكثر من ذلك فقد تداخلت الأسر السنية والشيعية حيث جمع بينهما النسب والمصاهرة إضافة إلى الدين الإسلامي والوطن، نعم لا يخلو بيت أو مجتمع من وجود بعض الخلافات حول بعض الأمور والاختلافات في الرأي، والبيت أو المجتمع البحريني شهد مثل هذه الأمور لكنها لم تكن لتنشر العداوة والبغض والعنف بين أبناء الوطن الواحد حتى مع انحياز السلطة الحاكمة للطائفة السنية على حساب الطائفة الشيعية الأكبر حجما،

بل ووصل الأمر إلى حد تجاوز روح المساواة في الحقوق والواجبات واحترام المواطنة ومع هذا حافظ المجتمع البحريني على وحدته وتماسكه حتى بدأ الفكر المتطرف يخترق حدود الجزيرة الوادعة كما بقية الدول الخليجية وينتشر كالمرض الخبيث في الجسد البحريني حينها بدأت النعرات الطائفية تظهر وتنتشر في المجتمع ولم تكتف تلك النعرات بنشر الطائفية لكنها حاربت كل من لم يقف معها أو يدعمها من أهل السنة.
ومن الأفكار الطائفية التي حملتها تلك الدعوات البغيضة انطلقت حملة التجنيس لتغيير تركيبة المجتمع البحريني، والتجنيس ليس عيبا بحد ذاته فأكبر الدول كما أصغرها تعطي هذا الحق لبعض المقيمين عندها ولكل بلد سياسته وقانونه الخاص لكن بالتأكيد فان أي منها لم تسع لجلب وتسجيل وافدين من طائفة دينية بعينها بهدف تغيير تركيبة المجتمع لصالح تلك فئة وهو ما عرف في البحرين بالتجنيس السياسي، والمؤسف أن غالبية من تم تجنيسهم لا يدينون بالولاء للبحرين ولكن للدولار والدينار، والمؤسف أيضا أن هؤلاء المجنسين شكلوا عبئا على المملكة وزاحموا الشعب البحريني الأصيل بسنته وشيعته في مصادر رزقهم وفي الخدمات العامة مثل التعليم والعلاج والسكن ولأنهم أصبحوا مواطنين بحرينيين بسبب طائفي فهم مشحونون طائفيا وزاد الطين بلة انتشار الفكر التكفيري المتطرف في تعامله مع الشيعة ومن يخالفه الرأي من أهل السنة، لذلك لم يكن مستغربا أبدا أن نرى هؤلاء يقومون بالغدر والبطش والقتل وتخريب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وإثارة الرعب وإظهار الطائفة السنية الكريمة في المجتمع البحريني الأصيل أمام العالم بينما الواقع أن غالبية من قام بتلك الأعمال هم من المجنسين والمتطرفين (...).
الدخول العسكري (الخليجي) بحد ذاته أبرز الاصطفاف الطائفي البغيض في المجتمع الخليجي بشكل عام وبالمجتمع الكويتي بصفة خاصة وكشف عن قلوب تمتلئ بالحقد والبغض لمكون أساسي من مكونات المجتمع الكويتي، كما إنها لا تؤمن بالكويت كدولة فانتقلت من الدعوة لإلغاء الدولة والدخول في كونفدرالية خليجية لتصل اليوم الدعوات حد الدخول في الفيدرالية والانصهار في دولة ثانية وإسقاط الكويت كدولة، وكأني بها دعوات للثأر من هزيمة معركة القصر الأحمر في الجهراء، لذلك من هذا المنطلق لا أستغرب الحملات البغيضة التي تطال الرموز الشيعية كالمرجع الكبير السيد علي السيستاني حفظه الله والشخصيات الشيعية الوطنية كالحاج محمود حيدر الذي يعرف عنه دفاعه عن بلده الكويت وتصديه للتكفيريين الذين يحاولون شق صف الوحدة الوطنية.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek