في تطور لافت للنظر وقائم على غير هدى ومن غير دراسات جدية أو آليات متبعة، ظهرت الى العلن، وبصورة متكررة تخفي وراءها شرا عظيما وإلغاء لوجود وكيان الدول، دعوات تنادي بالوحدة الخليجية من منظور المحافظة على الأمن الخليجي ضد الأخطار الخارجية، والمتتبع لصدور مثل هذه الدعوات يرى جليا أن من يطلقها يحمل أهدافا خفية أو ينفذ ما يؤمر به من قبل سلطات لها أجندة داخلية أو خارجية.


والوحدة الخليجية المزعومة تحمل في ظاهرها الأمن والأمان والقوة ضد ما يحيق بدول الخليج من أخطار وتداعيات الثورات العربية الحالية وانتقالها الى المحيط الخليجي وتحديدا الى البحرين، وان كنا أكثر خصوصية نشير الى أن من ينادي بتلك الدعوات انما كان خائفا من بروز القوة الايرانية ووقوفها بوجه الولايات المتحدة الاميركية في صراع دائم لن ينتهي، مما يجعل من أسباب الوحدة أن تكون وقتية لا مصيرية، وهذا أحد أسباب فشلها، وفي باطن الأمر فإن الوحدة الخليجية إنما تدعو الى إلغاء المكتسبات الديمقراطية والايمان بالرأي وحرية التعبير، فالهلامية غير الواضحة في مبادئ الكونفدرالية الخليجية، وأي مدرسة سوف تتبع، تدعونا الى التفكر والتدبر في آلية الشروط وكيفية الحفاظ على المكتسبات المدنية. ومما يجعل من الوحدة الخليجية أحلاما وتطلعات إنشائية لا غير هو ذلك التباين الاجتماعي الكبير بين شعوب المنطقة، ومرده احتفاظ كل طرف بأحقية الدفاع عن مذهبه أو قبيلته دون الوطن واحترام الديمقراطية وما تفرزه من تغيرات، بالاضافة الى الاختلافات الدينية والعرقية والتفاخر بالانساب وغيره، فتاريخ الدول الخليجية قائم على سلطان القبلية والمذهبية، وقد كان لعجز مجلس التعاون الخليجي في تحقيق التطلعات الاقتصادية والسياسية دور كبير مخيب للآمال بتحقيق أي شيء آخر، فإذا كانت المنظومة الإقليمية عاجزة عن إيجاد البدائل وفق النظام والخطط السياسية، وعلى أعلى المستويات، فكيف ستتحقق الوحدة الخليجية بهذه الصورة؟

ارتكاز
الخوف والقلق الذي يتداوله العامة ويسطره بعض الكتاب والمثقفين هو عبارة عن اتجاه طائفي لتحييد ايران عن القيام بدورها السياسي والاقليمي بالمحافظة على الاستقرار العالمي، ولمواجهة هذا الحقد الطائفي فإن المطلوب هو الابتعاد عن التفكير العنصري، والتعامل مع دول المنطقة وفق السياسات الدولية لا على العاطفة أو على المذهبية، فالاستعمار الايراني المزعوم بعقلية هؤلاء انما مرجعه هو بما يأتمرون بقوله لتنفيذ أجندات غيرهم، وقد تم اختيار الكويت للفظ هذه البالونة لما تملكه من حريات لا تتوافر لدى الآخرين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek