(اعبر جسر البكاء إلى صدر أمي .. أرى مدننا نخرتها الجنود.. واخرى رمتني ككلب طريد وراء الحدود) عدنان الصائغ
حين تعثرت بظلي خائفا وانأ أتتبع خطى صهوة سبط الرسول الأعظم (ع) أمير السلام والمحبة وأعيدها اربعة عشر قرنا من كربلاء الى بغداد في طريق الذبح والسبي والتخاذل وشلال الدماء النافرة... رغم تقاطع ووحشة طريق الجلجلة ومشانق الشعارات المفرغة في ارض اليباب وان أرى تلك الجموع من الفقراء تتساقط من على الجسر لتضيع في هوة من نور ونواح مكتوم بينما لازالت السلاسل تثير زوبعة على إسفلت سجن (ابوغريب) المطفأ الأنوار... أدركت إني لازلت في نفس الدائرة اعود من حيث ابتدأت وأتذكر ما قاله ابن عربي ( اذا كانت الطرق واضحة فما حاجتنا الى ألحكمه) ثم ما حاجتنا الى تذكر الفجيعة مادام الجحيم الذي نعيش فيه تهون معه عذابات صاحب الذكرى.. أم انه الحنين الى( البطل المخلص) المضرج بالدماء ؟؟؟

أمسكت بلا خوف مثلما علمتنا الحكاية قبضة من اثر الرسول الحفيد الذي عبر بنا بحرا لظلمات الى المنافي لأقذف بها في جوف (عجل )السلطة الجديدة ودعاه الاستحقاق والتقاسم وتوزيع لحوم الأضاحي الوطنية على بارونات السلطة الجدد دون ان يطلق كما توقعت ذلك الرغاء المخيف ليسحب البساط من تحت قدم المناؤين وسط أفواج النخب السلطوية الضالين والمظللين الذين كسروا وصايا الرب وألواح الأنبياء وحكمة الوصي المغدور في محرابه الكوفي الذي ورث الشهادة والعصمة الثورية معمده بالدم دون انتخابات واحزاب وأورثها لأولاده فكانت بوصلة للموقف الثابت والراسخ وخط مستقيما بين السماء والأرض... وبيانا للشرف ضد الرذيلة.. صرخة الإنسان الحق ضد الفرعون الأوحد الجنرال والصنم والبطل الاثني والطائفي ومهربي الذهب الأسود رغم أنها انبعثت تارة من غرفه الإعدام وأخرى من أعماق السجن وثالثه من وسط الفقراء او في عزاء شهيد . لكن لم يجرؤا حد ان يسحبها ا منهم عبر التاريخ بل اصبحت مصدرا لبقاء الكثيرين على الكراسي بالحق وبالباطل لأنها معمده با لنص والدم... وهل هنالك من طريق أخر يا صديقي؟؟؟؟

بين عالم الرفعة والكرامة الإنسانية وذرائعية النكوص والركوع ولصوص الأوطان والدولة الاثنية الطائفية حيث تقرع طبول الردة والانقلاب الديمقراطي الذي نثرت من اجله ملايين الدولارات القادمة عبر الربع الخالي... نتذكرك سيدي وحيدا في ظلمه الزنزانة تقلب البصر بين تيارات مرتدة وأخرى تابعه او خائفة او مساومه او تائهة او من تدعي وراثة مرجعيه بلا رصيد لان الزعامة الثورية لا تورث بل تنتزع من فم الموت والقهر والتسلط و والتمسك بعروة الخط الثوري الواضح ومباركه الواعين لاتضليل الفقراء والسذج..وكان الخيار ولا يزال مرا يصلب صاحبه ويدميه ويمزق روحه .
ثم انأ لي ياسيدي ان لا استظل بشجرة النبوة الزاهية ومشكاتها المضيئة حين تباع المبادئ والأحزاب والمواقف والو لاءات بابخس الإثمان وتنتهك السيادة وحرمة الدم ولا يبقى لنا سوى العودة لأوراق النبوة والوصاية الاسمي بمعجزة اسمها الوراثة المحمدية والدستور الأصدق؟؟؟
نبراس اسمه الولادة في لحظة تمزيق الشريان الابهر حين يصبح الحق والفرقان ووحده العراق مقياسا وبوصلة وحيدة نعيد من خلالها تقييم الزعامات واجتماعات اربيل والنجف ودوكان ولافتات ساحة التحرير والمرشحين ومبادئ الدستور والنوايا.
ألستم من علمتمونا ان نرتل القران بلسان عربي قرشي.. وتدين كوفي بدون تزوير او رتوش لنحل معضلة الإعجاز بين قران وسنة... أو قران وعتره... ليكون قرانا ورثته العترة التي حفظت السنة... فتحققت معجزة النبوة والوحدة الوطنية واكتملت بالذبح العظيم في كربلاء وماتلاها فهل نحن بحاجه بعد هذا لنكون أحزابا او طوائف عربا وكردا وتركمان شيعه وسنه أحزابا وتيارات. علمانيين وغيرهم... أم إنني أهذي؟؟؟

وبين حدود الحكاية والأسطورة البابلية مزامير لتاريخنا يعود فيها البطل السومري ومرجعيه الشارع الوطني( لا مظلوميه ألطائفه التي طعنت مظلوميه الشعب وهويته الواحدة وساوت بين سراقه وكادحيه لمجرد الخيار العقائدي.). يعود الغريب ثائرا وشهيدا سجينا او مطاردا في( نقره السلمان) او في (الشعبة الخامسة) ليمسح عن خيال طائش وسدنه منحرفين ليسقط الجد أصنام الكفر والاستعباد ويحرر قيود العبيد ويرفع الحفيد راية الإنسان الحر الشريف والنزيه بجبينه العالي. ولو خرج تابوتا ملقيا على الجسر... غرباء ياسيدي ثم تختارون الشهادة بصمت على ارض بلادي أي حكمه واي سرهذا؟؟؟
ويسير تموز او سين او الحسين او زيد او المسيب او سليمان ابن صرد او موسى الكاظم عارفا بدوره التاريخي ليسقط أصنام الردة والانحراف في فكر طائش مرتد منحرف ...يعيد الإنسان الى قواعد نبتت في جيناته الآدمية في ظل الكعبة او على ضفاف الفرات يكسر سكون التشضي والعتب ويعيد للإنسان ضميره وشرفه ومحرابه ولو كان الثمن الروح والأهل والعشيرة .

ثم ما الذي يمكنني أن اكتبه يا حفيد وارث ثأر الله وثأر الوطن حين جثوت معكم متوسلا بذكرى الوليد ووصيه المعتقل ليخرجنا من هذا اليم والطوفان والتمزق الوطني مناديا بروح القدس ليعيد القضية في قلب الدولة ...والدولة في ضمير الأمة ...والشعب في ضمير الساسة ..لكي يستعيد الوطن روحه وعنفوانه ووحدته وناموسه وإشراقه الأزلي في ساحة التحرير لافتته تطالب بالخبز والكرامة والكهرباء لفقراء أنهكتهم لعبه السياسية والانقلابات والمؤامرات ولعبه المحاور والتواقيع والدسائس ...أما يكفي؟؟؟


والحق ياسيدي قد يتبدل وجهه وحضوره ولغته ولهجته وحتى ماهيته أحيانا حين يستيقظ وحش ألانا ألاثني او السلطوي في غفلة من الزمن او بفعل سنابك خيول الغزاة وسماسرة العهر الوطني الذين حولوا الوطن الى مجرد صك او فريسة تلوكها أنياب الأفاقين وميليشياتهم وأزلامهم و مسدساتهم الكاتمة للحرية.. ثم يزايد بعضهم على بعض حين يتعلق الأمر بالسلطة والوزارة والنفط وهم المتباكين من شده قبضه السلطة وفردية قراراتها والطريق واضح كالشمس واحد لاغير يعرفونه بعد ان تنكروا لهذا الوليد المسخ الذي نعتوه( دستورا)و الذي ولد في حفله السفاح الجماعي الذي باركه العراب الأمريكي... لكنهم منحرفون.

رغم ان التأريخ كله بكل فلسفاته ونظرياته وحضوره وشخوصه الآدمية لاينحرف عن بوصلة التلاحم وكرامة الأرض في الإنسان ...وعزة الإنسان في أرضه لا في ماله او موقعه السياسي او سطوته.... ولان الإنسان هو الكائن الأعظم في معجزة الخالق العظيم... فماذا نسمي من باعوا الأرض وساوموا على العرض والنفط والمدن. وذبحوا عابري السبيل وحولوا بيوت الله إلى مسالخ وأوكار للاغتصاب...؟؟؟؟
من لايكرمون من اسجد له الله الملائكة ويضطهدونه ويستعبدونه ويدوسون على جبين مثقفيه ومبدعيه.. هؤلاء الذين الذين جعلوا من دمنا وقودا لمشاعل الساسة الذين لاكوا لحمنا بعد أن وطأته سرفيات الدبابات وبساطيل الغزاة والمماليك وكانوا جزءا من مشروع الغدر وينكرون علينا حقنا في نبش قبورنا الجماعية والاعتراف بان نسائنا اغتصبت وان حرماتنا دكتها مدفعيه النشامى بالأمس واليوم ...لانا تمسكنا بكم بعد اجتثاث كل القوى المعارضة وتشريدها في المنافي . فماذا تبقى لنا غيرا لنحيب في الديسابورا ومن سيعبر بنا هذا البحر الذي بات يتسع كل يوم بخطاه؟ من يا حفيد الذبيح؟؟؟
وأنت أسير بينما نحن لم نخرج من الزنزانة ابدا منذ ولدنا الا لنعود اليها لان الآلاف من عسس الخليفة كانوا بانتظارنا وأنت تعرف أين؟؟ تاره باسم المشروع القومي واخرى بالتخوين ثم بتهمه الانفراد ودكتاتوريه الاغلبيه؟؟؟ كأنه كتب علينا ان يكون خيارنا ان نبقى مطاردين او معارضين او في السجون ( لان السلطة لاتليق بنا) لانا خلقنا فقط لنكوم خارج أسوارها مجرد أضاحي معده للنحر!!!

وهل لي ياسيدي المبجل بتراب الزنزانة الموحشة أن أتجاوز السرمد لاعود إلى الأمد غارقا في هول شعاع يحمل أول ضوء بكينونة التاريخ...لهذا المولود الوعد الكائن الأوحد والذبح العظيم والسجين المسموم على ثرى بقعة من بلادي وان استحي حتى لمجرد اسطر كتبتها في الغربه والملايين من اهلي يوقدون هذه الليلة شموعهم عند جسد ممدد على الجسر فارق الروح قبل الف ونيف... عن خلاص ببركة ضحية مغدورة رفعت يدها للسماء في لعنة المتخاذلين والناكثين والظلمة وما أكثرهم بالأمس واليوم سيدي يارسول السلام وأميرا لمحبة ورمز الأحرار في المعتقلات ليثوروا . فاين هم هل خرجوا من لعنه التاريخ ومزابله.. واين أصبحت انت شمسا في الكرخ تستحي منها الشمس ياراهب الهاشميين. وهل حقا هناك من يستحق الوراثة غير الشرفاء والعيون التي تحرس التغور حتى وان لم تنتمي للدوحة الهاشمية؟؟؟

لم تبارحني أبدا تلك اللحظة بسكونها وآهاتها حين تساقط الجسر بتلك الأجساد الادميه الهاربة من جحيم الدنيا الى ظلال فردوس الله املا يخلاص بعد ان سقط من قبل مشروع الإنقاذ الوطني بعد زلزال ساحة الفردوس ... ها انا استعيد المشهد والجموع تودع الاعظميه ووجه النعمان الحزين مع عثمان العبيدي يحمل نعش إمامهم المعتقل السياسي المسموم لان الفارس يعود الينا كلما ابتعدنا عنه ويذكرنا بآدميتنا ورقابنا الممدودة وحقوقنا المشروعة المنهوبة بعد أن برع كهنة الضريح ومسوسي الملة وساسة الطائفة في لعب دور ألسامري بجداره فائقة... الذين صنعوا أصنام الخرافة من عمانا ولحمنا المستوحاة من تراث الآخرين وطقوسهم الوثنية وسحرهم الأسود ليتحول السبط الفادي وأولاده المتوجين بالحكمة الى مجرد حائط مبكى ومخلص منتظر من الظلمة والمطامير وهو المظلوم المذبوح او الأسير او المشرد في أقصى الأرض بينما المؤامرة على الوطن تفتح صفحه ما بعد المقابر والاحزمه الناسفة عبر الانقلاب على الديمقراطية باسمها ونحن ننهال على ظهورنا بالسياط بمازوشيه محيره!!

الذين أرادوا لنا ان نعيد مشهد الجسد المسجى على الجسر كان هدفهم ان نستذكر لحظة الصلب الكربلائية والمعتقل على مر التاريخ الوطني... ان نعرف هوية القاتل الحقيقي وسارق لقمة الخبز وسمسار القضية ونثور عليهم ونعريهم... لا ان نبتلع الذكرى كصنارة تغرس في شفاهنا النازفة التي تجيد العوي والنحيب فقط... لكي لاتضيع العبرة وتبقى العبرة... والدماء تنفر من الرؤوس والسلاسل تمزق الظهور والإقدام المتقيحة والصدور التي أدماها اللطم المتواصل وإحياء الذكرى... والقتلة الملثمون على موعد بانتظار الطريدة كأنه لم يكفينا كل ذلك الامتهان والسبي والمهانة والمقابر الجماعية وغياب الوعي بالحاضر... كان علينا ان نحول الذكرى الى صرخه عراقيه ضد الانحراف والتامر ومهربي النفط وجزاري الخارطة ومروجي الفدراليات هناك فقط سيكون علي ابن موسى في ألمقدمه بانتظاركم عند الجسر الائمه رمز التآخي والتلاحم سيرفع عمامته ويحزم بها كل شريف وسترون بعدها أي أصوات سيوقعون عليها بعد ان أدركوا ان الشارع العراقي جثه بلا حراك وأسير افيون الماضي لاغير.


فالشهيد واحد.. والنزيف شاهد... والوطن الذي لم يعد واحدا ممدد فوق تراب ألطف او فوق جسر ألائمه او في قبة تناثرت في السماء حتى قيام الساعة بلا ناصر او مشيع او نادب في لحظة المواجهة مع الدكتاتورية والاحتلال والخوارج الجدد الذين يشحذون حرابهم من اجل الطعنه الغادرة وتحويل الوطن الى مجرد كانتونات وناقلات نفط بلا إبداع حضاري. آه يامن ضيعتم دماء شهداءكم اه أيها الشعب الذي ضيع الوديعة وخان الامانه... أمانه ابو الجون وجعفر ابو التمن والخالصي والصدرين وشهداء الجسر وعبد العزيز البدري وفهد وعارف البصري وآلاف من الذين قضوا نحبهم من ثوره العشرين حتى شعبان بصمت وأصبحوا مجرد رقم منسي .. اه يا بلد!!!
.

فيا لروعتك سيدي يا آبا الأحرار ياراهب الحرية مكفنا بالعلم العراقي وأنت تخرج من سجن الدنيا الى حرية العقيدة وشرف ألكلمه وتحيل قصور الطاغية الى زرائب بينما ضريحك جزء من الفردوس وعمامتك هامتك.. ذهبا يشع من الدنيا على الابديه يبصر من خلاله حتى الاعمى... ويا لذلنا في تلك الظهيرة التي ضيعنا فيها رجولتنا وتمسكنا بخوفنا على أرواحنا ودنيانا وسمينا سقوط بغداد( تحريرا..). ولازلنا رغم ان جدك تقدم بنا الى المذبح الوطني وحيدا ليسبقنا الى البرلمان وهو يردد( ماغزي قوم في عقر دارهم الا....!!!)... بينما اخترنا كعادتنا المساومة وفلسفة التراجع وايديولوجيا البقاء والذل و أنت تحمل بين يديك حتى الرضيع وتقذف دمه ليصبح قمرا يدور حول نجمة الصباح بينما الغريبة ترفع الجسد المقطع الملفوف بحصير او المعذب في الأمن ألعامه وتعيرنا بجلدها وصبرها وهاشميتها :- اللهم تقبل منا هذا القربان... ياسيدي أي خجل سنشعر بيه حين سنلتقي... هذا ان التقينا في نفس الموضع....!!!..... أي ذل وأي عار لأننا بعنا حتى وطننا ورجولتنا وعلمنا و,قرارنا المستقل ونفطنا وغازنا ؟؟؟

ماذا فعلنا لأوطاننا نحن ؟...وما الذي تعلمناه من أمير السلام والكاظمين الغيض ولسان الحق حتى لو أسقطنا جدلا خصوصية النبوة وحتمية الشهادة والنص المقدس لأننا لم ناخذ بحكمتهم بان الإنسان أما ان يكون مجرد شبح عابر في هذه الدنيا يطويه ظلام الأبدية ويعيده بصمت مثلما ولد وعاش لحما وعظاما تأكلها الدود والتراب دون بصمة إصبع واحدة او سطر خالد أو صرخة حق... شجرة مثمرة او لوحة وتمثال يحفره معول مثل جداريه جواد سليم وبدله الزعيم قاسم المخضبة بالدم وشرائط الوائلي وهو يخرج ألخرافه من عقول الناس او مثل حكاية عبد العزيز البدري الذي حين رفعوا الحجر عن قبره بعد عقود كان الجسد كزهره ألجوري كأنه اعدم للتو...

ان يكون الأكرم والأعظم والأروع بعيون بارئه وخالقه الفنان القدوس.. ليخلق هو الحدث لا أن يكون وليدا له... يصنع التأريخ ممسكا عقارب الزمن بيديه المخضبتين بالدم والوجع والإبداع يوقفهما عنده حين يسقط بطلا أنسانا مستبشرا رغم صنوف التهاويل والسجون والسياط والحراب والألغام في طريقه ...بينما تكون المحارق والمزابل قبورا للطغاة والأفاقين وقاتلي الأبرياء ومغتصبي النساء و حاملي الشعارات الباهتة ومروجيها والمتآمرين على وحده الموقف والتراب المستقوين بأعداء ألامه على شعبها المنكسر . المطالبين باعاده الحرية للقتلة والمزورين. ستندحرون ولو طال الزمان .

ثم انًا لي يا حفيد سيد الشهداء ومشكاة النور وعلمها الاممي الا نغسل خطايانا السياسية والشخصية في نهر البراءة الذي أبقيته دافقا في كل المواسم بتضحيتك على المذبح العراقي الذي اخترته دون كل بقاع الأرض لتحملنا وديعة التصدي والتلاحم والدفاع عن التنزيل والرسالة والعروبه بعد ان راهن الجميع على تمزيق بغداد وصلبها وهي تعبر مسترخية بين الرصافه والكرخ غير مبالية بتهديداتهم ودسائسهم وألغامهم السياسية ???...

أتراني مغاليا حين لا أرى في كل ثورة على الأرض الا بعضا من روحك ؟؟...وفي كل بيان سياسي شريف قبسا من ندائك في تلك الظهيرة وأنت واقف تحت الجسر تستقبل الفا من زائريك تحلق أرواحهم كالنوارس النازفه... تضمهم الى صدرك تمسح عنهم الطين والرمل وتجفف عرقهم؟؟؟؟ ام انك هكذا خلقت حرفا في أول بيان يساري للسجناء الأحرار ووقفة ضد الطاغوت والتجبر... واراك في جموع المتظاهرين وقبلهم وفيهم سيدي حفيد أمير السلام والمحبة والعدل. .

ها انا استحضر وطني البعيد عن عيني فيك.. واستحضر روحي في تراب وطني واستحضر مع الجموع وجه أمي كالبدر في رجب.. استحضر كربلاء منذ ان غسلت عن روحي وجسدي سكون الموت الآدمي وقلقه وعدت الى حدود الحقيقة في ساحة الفردوس من رفرفة راية أخيك قطيع الكفين في وجه عز الدين سليم وهو مسجى على العشب فرحا بلقائك ...في دماء أطفالنا الذين اما ذبحوا جوعا في حصار الدكتاتور او مزقوا أشلاء في ظل دولة الطوائف . او اغتصبت أمهاتهم إمام اعينهم والقوا في قاع دجله في التاجي قريبا منك سيدي فهل عرفتهم ؟؟؟؟
ويجنح بي ذلك الرأس الذي لن يسكته والله سوى (طلقة في اعنف موضع انفعال فيه) مثلما قال صديقي بالأمس فاضل الموسوي... فاصرخ من على البعد غريبا : سيدي يا عميد السجناء السياسيين ... ليتني كنت عند ضريحك ممسكا ولو بلجام الحصان الذي قطعت فيه الطريق الطويل وحيدا عبر الصحراء الموحشة الى وطني ,وانت تتلوى من وجع سم الغدر. ليتك ترى اليوم كيف أصبح من كان في الميمنة غادرا يرفع راية أعداءك ويلوح بعمامتك المزورة ويقف مع ورثه قاتليك باسم الدفاع عن الوطن ومصالحه وإنهاء الدكتاتوريه!!!.


او ان امسح دمعة من على وجهك الحزين في تلك الأمسية الاخيره في السجن بمنديل حاكته أربعة ملايين أرملة عراقية والتي لم يغفوا فيها حتى القطا والضباع والحرس الوطني بين النواويس وغابات النخيل والقمر المنتظر لمشهد الغدر في المعتقل الانفرادي في الليلة القادمة ...اه يادجله كم كنت شاهدا على القتل والإعدام في ألكاظميه.... كم غيبت في قاعك أجساد الشرفاء... الم تتعلم كيف يغني الافيلي قبل الصلب؟؟؟ ويسميك الجواهري(دجله الخير)!!!
كم اتمنى ياسيدي ان تسمح لي بان أمد يدي الموشومة بالخطايا لأحمل ضريحك المسجى على الجسر مع جموع الفقراء الى خرائب تلك الكنائس المحترقة المستباحة الى أنقاض( سيده النجاة) واجعله حمامه تحط ولا تطير أبدا ليكون لنا صليبين لاواحد يتوسطان علم العراق بدل نجومه التي أزاحوها لأنها تذكرهم بالعروبة والوحدة في زمن الطوفان والتأمر. ألا تمر ياسيدي على الذين ذبحوا بحديثه غيله ولازال دمهم ينزف على الجدران ثم لاتنسى تلك الطفلة المغتصبة في المحاويل وأهلها الذين احرقها المارينز أتوسل اليك ان تسلم على الذين نحرهم مرتزقته (بلاك ووتر) في ساحة النسور.
وترتفع بي حمى وجعي فاصرخ سيدي ياراهب الهاشميين ..سيدي ..سيدي ولا اعود سوى بالصدى لان قيد السجن والاحتلال لا يمكن ان يفتح أبواب حضرتك للزائرين... لأنك علمتنا أن العبيد لا يحررون أبدا أوطانا ولا يشيدون ثغورا وحجابات عند البوابات الشرقية والغربية.

أتوسل بك يا سيدي إن تعود ألينا لتغسل عن أجسادنا وأرواحنا مهانة الانكسار العسكري والذل السياسي والتراجع والتمزق... امنحنا بعضا من رجولتك ..وحد ميمنتنا بميسرتنا تحت علم العراق فلعل فينا بعض من عظمتك وكبريائك ليكون لموتنا معنى ولغربتنا دليل يعود بتوابيتنا إلى وطن لا يمتلك معناه ورفعته ألا من شهادتك ياحفيد أمير السلام والحرية والشرف الوطني يا من صنعت من أسياخ السجن سارية لعلم العراق وهزمت ألدوله الباغية والمماليك الجدد وأحفاد المغول وطرت عاليا حين انتزعوا الجسد فزغردت روح الحرية العلوية رغم ان دمك لازال كالندى في صباحاتنا
( أوراق قديمه)
بوخارست

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek