"جماعة جهادية" تتبنى "كيماوي سوريا" وتستشهد بـ"الآية 17" من "الانفال".. وكوردستان تندد بـ"شدة"

زعمت جماعة جهادية تقاتل في سوريا، مسؤوليتها عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق قبل ايام.

alt

ويقول خبراء في الأسلحة الكيماوية إنه ليس هناك شك تقريبا ان التعرض لغاز سام من نوع ما كان السبب وراء مقتل مئات الضحايا بالرغم من أنه لا يمكن تحديد نوع الكيماويات المستخدمة من مجرد النظر للصور.

ويعد هذا الحادث هو أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية فيما يبدو منذ هجوم بالغاز شنه صدام حسين على كورد العراق في ثمانينيات القرن الماضي.

وكانت عمليات صدام ضد الكورد قد حملت اسم "الانفال".

ويقول بيان نشرته مواقع مؤيدة للتنظيمات الجهادية المتشددة "وجه المجاهدون سلسلة ضرباتٍ منسقة بصواريخ مزودة بما كانوا (اعوان النظام) يخططون لشنه على الآمنين في المناطقِ المحررة" في اشارة الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

واستشهد البيان، بالاية 17 من سورة الانفال. ولا يمكن التحقق من دقة البيان او انتماء الجماعة التي تبنت استخدام السلاح الكيماوي.

وتابع "يسّر الله... مرة اخرى.. من (استخدام) جهاد غير تقليدي ضد مرتزقة النظام واعوانه في ريف دمشق".

وبحسب مااورده البيان "وبعد ذلك مكنَ الله اخوتكم من ابطال ساحات الجهاد، من تكثيف اطلاق الصواريخ التي كان" مؤيدو الاسد "يعدون العدة لاطلاقها على عوائل اهل السنة، وقدر الله وقلب السحر على الساحر... وقد ادى الى هلاك المئاتِ".

واضاف البيان في اعتراف ضمني "لن نخشى إن اقررنا بذلك".

وذكر البيان ان الصواريخ التي اطلقت صوب ريف دمشق استولى عليها مناوئون مسلحون للاسد، مشيرا الى انها كانت مهيأة لضرب المعارضين.

وبحسب البيان، فان الصواريخ اوقعت مئات القتلى من الجنود السوريين ومقاتلي حزب الله فضلا عن مسلحين عراقيين داعمين للنظام السوري.

وقبل عام أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية "خط أحمر" سيؤدي الى تحرك دولي جاد.

لكن "الجماعة الجهادية التي تطلق على نفسها "جند الله" هاجمت المعارضة السورية في الخارج قائلة إن "التباكيَ على هؤلاء وجعلهم ذريعة لتدخل الغرب... هو كفرٌ بالله وتثبيطٌ لعزائم المجاهدين...والبحث عن حججِ (للتدخل) ونشر ديمقراطيتهِ الزائفة كما حصلَ في العراق".

وقادت فرنسا المطالب الدولية باستخدام القوة إذا ما ثبتت مسؤولية الحكومة عن الهجوم.

ويقول مقاتلون ونشطاء المعارضة إن الجدل الدبلوماسي حول التفويض الممنوح للمفتشين يوفر غطاء للبلدان التي تفتقر الارادة للتحرك.

هذا وتقول وكالة "رويترز" إنه كلما طال انتظار مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة في فندق فاخر بدمشق للحصول على تصريح بزيارة موقع ما يبدو أنه أسوأ هجوم بغاز سام في ربع قرن كلما قلت احتمالات تعرفهم على حقيقة ما جرى.

وحذرت بريطانيا من ان مفتشي الامم المتحدة يحتاجون الى الوصول فورا الى موقع هجوم كيماوي مزعوم في سوريا لان الادلة يمكن ان تضيع او يطمسها المسؤولون عن الهجوم.

وتقول وزارة الخارجية الروسية إن المعارضة السورية تمنع إجراء تحقيق موضوعي في المزاعم بأن الحكومة السورية شنت هجوما بأسلحة كيماوية.

الى ذلك، أصدرت رئاسة إقليم كوردستان، بياناً أدانت فيه استخدام الاسلحة الكيماوية في المعارك الجارية بين القوات الحكومية والمعارضة السورية.

وجاء في البيان " "نحن نعلم الجميع بأن شعب كوردستان يعي آلام ومآسي استخدام هذا النوع من السلاح، ولانه كان أكبر ضحية لهذا السلاح الذي استخدم ضده بشكل وحشي، لذا فان شعب كوردستان كما كان في السابق يقف الآن وفي المستقبل ضد جميع الأعمال غير الانسانية واستخدام السلاح الكيميوي في أي مكان من العالم".

ويقول البيان ان "رئاسة اقليم كوردستان في الوقت الذي تدين فيه هذه الاعمال غير الانسانية بشدة، تطالب المجتمع الدولي والمنظمات العالمية بالاسراع في وضع حد لهذه الاعمال التي تنافي جميع القيم الاخلاقية والانسانية، والكشف عن الجهات المنفذة واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقها".

يشار الى ان سوريا تشهد معارك بين قوى معارضة للنظام، وبخاصة بين التنظيمات الجهادية وتلك التي مناوئة لها لاسيما في المناطق ذات الغالبية الكوردية، فضلا عن مناطق مختلطة اخرى في معظم المدن السورية، منذ اندلاع الصراع.

ويعتقد مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي ان الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا هذا الاسبوع يجب ان يسرع مسألة الاعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف.

والمقصود بجنيف 2 اجتماع متابعة للقاء وزاري عقد في المدينة السويسرية يوم 30 يونيو حزيران 2012 تحت رئاسة كوفي عنان سلف الابراهيمي.

وفي بيان لاحق أصدره مكتب الابراهيمي في جنيف قال الوسيط الدولي إن "المشكلة تتمثل في أن كل طرف من الأطراف المتورطة في هذه الحرب الأهلية يعتقد أن بوسعه تحقيق النصر عسكريا".

ويقول الابراهيمي "ما حدث..هذه القصة..هذه المزاعم باستخدام أسلحة كيماوية على بعض كيلومترات قليلة من قلب دمشق يؤكد في الواقع أهمية هذه الأزمة والخطر الذي تمثله ليس فقط على الشعب السوري أو على المنطقة لكن على العالم".

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek