فيينا ايرانيا .. مباحثات من بند واحد.. إلغاء العقوبات دفعة واحدة

 

غادر الوفد الإيراني المفاوض برئاسة مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي اليوم الاثنين طهران متوجها إلى العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في جولة جديدة من مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، التي ستتجري غدا، بمشاركة وفود مجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) وممثل الاتحاد الأوروبي.

 

وكان آخر اجتماع لوفود فيينا، عقد يوم الثلاثاء الماضي، تم فيه بحث تطورات المحادثات الفنية والمسودات الأولية للنصوص وسبل استمرار المحادثات واتفقت، وتم الاتفاق على تشكيل فريق ثالث من الخبراء إلى جانب فريقي الخبراء الحاليين، في مجال رفع الحظر والبرنامج النووي، لبحث الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ رفع الحظر تمهيدا لعودة اميركا الى الاتفاق النووي.

الوفد الايراني ذهب الى فيينا، متسلحا بخارطة الطريق التي وضعها قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد على خامنئي، وهي رفض الغاء الحظر على طريقة خطوة مقابل خطوة، ولا تفريق بين انواع الحظر، ولابد من الغاء كل اشكال الحظر دفعة واحدة، وبطريقة يمكن التحقق منها، وعندها ستعود ايران الى التزاماتها في اطار الاتفاق النووي.

كما يرفض الوفد الايراني اجراء مفاوضات مباشرة مع الامريكيين، انطلاقا من تجربة ايران المرة مع امريكا خلال العقود الاربعة الماضية، وخاصة السنوات الاربع المنصرمة. فامريكا التي لم تتفاوض مع ايران للخروج من الاتفاق النووي، لن تجد من يتفاوض معها من الايرانيين للعودة اليه، فمثل هذه العودة ليست بحاجة الى مفاوضات.

المفاوض الايراني على دراية كاملة، بتقاسم الادوار بين امريكا و"اسرائيل"، فيما يخص القضايا المتعلقة بإيران ومنها الاتفاق النووي، لذلك ، اعلن وبلغة لا لبس فيها، ان على امريكا والاوروبيين، الا يعولوا كثيرا على عامل الوقت للضغط على ايران، وان الوفد الايراني سيترك اجتماعات فيينا، اذا ما شعر ان المفاوضات تتجه الى الاستنزاف وتضييع الوقت وممارسة الضغوط.

هذا الموقف الايراني الواضح والصريح، افشل سياسة تقاسم الادوار الامريكية الاسرائيلية، للحصول على تنازلات من طهران، كما افشل اهداف زيارة الوفد الاسرائيلي الذي ارسله نتنياهو الى واشنطن والذي يضم مستشار "الأمن القومي الإسرائيلي" مائير بن شبات، و"رئيس أركان الجيش الإسرائيلي" أفيف كوخافي، و رئيس الموساد يوسي كوهين، بهدف ممارسة الضغوط على ادارة بايدن لمنعها من العودة الى الاتفاق النووي.

لقد بات واضحا للجميع ، ان الالاعيب الامريكية، مثل التعويل على الوقت، والتمسك ببعض العقوبات، او التلويح بالضغوط التي تمارسها "اسرائيل" ضد ادارة بايدن، او وجود معارضة لبايدن في الكونغرس تمنعه من تقديم "تنازلات"، لم تعد تنطلي على ايران، التي اكدت وبصوت عال، لا عودة عن سياسة تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، الا بعد الغاء العقوبات الامريكية مرة واحدة وبشكل كامل، وبطريقة يمكن التحقق منها، وعودة امريكا الى الاتفاق النووي. واي سيناريو آخر، غير هذا، لا يوجد في حقيبة الوفد الايراني.

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek