البصرة الالكترونية / ناظم الجابري:

بغض النظر عما يدور من معارك طاحنة في الجارة الشقيقة سوريا من تصاعد لحدة العنف والقتال الدموي بين قوات الجيش النظامي التابع لـ بشار الاسد ، مع قوات متمردة تسمى بـ الجيش الحر ، وفيما تقوم به من اعمال ومجازر مقيتة ، تسببت بمقتل عشرات الالاف من ابناء الشعب السوري الشقيق ، فضلا عن اعمال مريبة سبقتها بقتل واسر واختطاف العديد من العراقيين المقيمين في هذا البلد الذين لم يتمكنوا انذاك من الفرار من الحرب الطاحنة بين طرفي النزاع ، يتطلب منا اليوم كمسلمين اولا ، وكعراقيين ثانيا، وبصريين ثالثا وليس اخيرا ان نقف اليوم وقفة جادة عرفها القريب والبعيد والصديق والعدو في الوقوف مع هذا الشعب المظلوم.
فالشعب العراقي ، وأهالي البصرة خصوصا ، والمهجرين الذين هربوا  من بطش النظام الصدامي المجرم ، وكانوا مغتربين هناك لعشرات السنيين يعرفون جيدا كم كان هذا الشعب كريما وطيبا وجادا ورحيما وصديقا لاخوانهم العراقيين ، وبما قدموه لهم من سعة للصدر ومساعدة ودعم وعون ، وفتحهم قلوبهم قبل بيوتهم للعراقيين ، وهذا ماشاهده حتى السواح العراقيين الذين زاروا دمشق ، ورأوا بأم اعينهم الطيبة الدمشقية والحب الذي كانوا يولوه للشعب العراقي ، وبغض النظر عن الشواذ الذين لايمكننا ان نحسبهم على هذا الشعب الذي كان اكثره يبذخ بصراحة طيبة واحتراما واعتزازا وتوددا للعراقيين!!

وذكر لي احد الاصدقاء العراقيين المقيمين في سوريا بمدينة حلب ، وكان يعشق السوريين ، وينقل لي دوما كلما التقيت به عن اسفاره ومغامراته ، ويستعرض لي طيبة وكرم وضيافة ومعشر السوريين الحسن عن حادثة طريفة يقصها له احد السوريين وقعت له مع احد العراقيين عام 1989 مع احد سائقي البهبهان ، جرت تفاصيلها في مدينة حلب على احدى الطرق السريعة ، حينما رأى صاحب السيارة العراقي ،وقد تعطل محركها ، فوقف بجانبه وسلم عليه ، وبقي معه حتى وقت متأخر من النهار ، واصر على ان يأخذه الى منزله ، ويضيفه ، الى درجة ان سائق السيارة اخذته الريبة والخوف من هذا الاصرار ، وسرعان ما ان عاود ليأتي له بطعام ليطعمه ، بسبب انشغاله بأصلاح سيارته .. ويضيف عندما سألته عن سبب هذا التمسك والاصرار على اصطحاب سائق السيارة العراقي الى بيته ، أجاب انه ، وكبقية الشعب السوري يحبون العراقيين حبا جما ، ولازالت مخيلتهم تعود بهم الى كرمهم واخلاقهم وسخائهم منذ القدم ، وكان يحلم ، ويتمنى ، ويحب ان يلتقي في احد الايام بعراقي ويتحدث معه ويضيفه في منزله!!

خلاصة الحديث ان"الذي دفعني الى الكتابة والاطراء هو ما تناولته وسائل الاعلام وبالصدارة جريدة البصرة الالكترونية(جـبـا) التي سلطت الضوء على العوائل السورية التي لجأت الى العراق قادمة من مخيم دوميز في أقليم كردستان بعد ان لم تجد العناية والاهتمام والرعاية الكافية واللازمة هنالك ، فلجأت وتعنت بالسفر والمجيئ من  أقصى الشمال الى أقصى الجنوب لتحتمي بسكان البصرة الحبيبة ، طمعا في كرم وطيبة وأخلاق اهلها الطائيين الطيبين المشهور عنهم بالسخاء واكرام الضيف ، وحب الغريب ، ونصرة المظلوم بأعتبارها قبلة الثوار ، ومنار الاحرار ، وملجأ المظلومين .. فهذه دعوة الى كل الخيرين والمحبين لهذا الشعب المكلوم ، الذي جاء ليستجير بنا ، لنصرته والوقوف معه بمحنته ، وكما كانت الايام والدهر لهم ، فقد دار الدهر والايام ، وصارت عليهم ، فالواجب العربي والاسلامي والاخوي يتطلب منا الى الوقوف معهم ، وبغض النظر عن المنظمات والمكاتب الدولية الدولية والاجنبية التي هي الاخرى واقفة معهم وتسندهم  نوعا ما ، ولكننا يتطلب منا ان نقف معهم ونجازيهم على طيبتهم بالاحسان والكرم والجود كما يعرفنا العالم منذ القدم ، وهي دعوة لبقية وسسائل الاعلام المحلية في البصرة ان تساندهم وتسلط الضوء على معاناتهم ، وكذلك الحال لاصحاب المساجد والجوامع والحسينيات والمنابر الى تسليط الضوء على معاناة ومظلومية هؤلاء الاعزاء امام الاهالي للوقوف معهم في شدتهم ، ونجازي احسانهم بالاحسان!!

قائمه


 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شناشيل  للاستضافة والتصميم

pepek